تسعى الدولة المصرية إلى أن يكون قطاع السياحة واحدًا من القطاعات الرئيسية في رؤيتها ٢٠٣٠ وفي سبيل ذلك أكدت العمل على إحياء مواقع التراث الوطني بتنوعه، واستطاعت بفضل ما تمتلكه من إرث ديني وأماكن مقدسة وتراث ثقافي عريق أن تسجل نفسها على خارطة السياحة العالمية وباتت السياحة الدينية تلقي دعما متزايدا من القيادة السياسة من خلال تطوير وتأهيل المواقع السياحية الدينية والارتقاء بها.
تُعد السياحة الدينية في مصر صناعة مهمة في كونها تشبع الحاجات الروحية للأفراد لا تنقطع على مدار العام وتتضاعف في فترات قصيرة وستصبح مصدرا رئيسا من مصادر الجذب السياحي، ومورد أساسي للإيرادات السياحية في مصر إضافة إلى كونها مصدرا مهما وموردا للعملات الأجنبية، والذي يسهم في دعم الاقتصاد المصري ،ويأتي مسار العائلة المقدسة علي رأس التراث الديني التي تمتلكها مصر حيث يضم المسار 25 نقطة، من سيناء (شمال شرقي مصر) حتى أسيوط بالوجه القبلي، حيث يحوي كل موقع حلت به العائلة مجموعة من الآثار، في صورة كنائس أو أديرة أو آبار مياه، ومجموعة من الأيقونات القبطية الدالة على مرور العائلة المقدسة بتلك المواقع، وفقا لما أقرته الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر.
قبل 7 سنوات بارك بابا الفاتيكان بعد عبارته الشهيرة إبان زيارته التاريخية لمصر في إبريل من العام ذاته: “جئت للحج في أرض السلام”، عقب المباركة التاريخية، طلب“ بابا الفاتيكان ”إدراج المسار كأحد برامج السياحة الدينية، وفي عام 2018 تم ادراجه بكتالوج الحج الديني وتم وضعه علي خريطة المسارات السياحية الدينية بكل من إيطاليا وأوروبا.
بعد إدراج مسار العائلة المقدسة ضمن كتالوج الحج السياحي ,امتلكت مصر فرصة عظيمة لجذب مئات الآلاف من الزائرين المسيحين عبر مسار العائلة المقدسة وتأتي أهمية هذا المشروع القومي من النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية والثقافية للدولة المصرية بجانب أهميته في دعم المجتمعات المحلية حيث سيوفر العديد من المشروعات الجديدة التي ستساعد في توفير فرص عمل للشباب وتقليل معدلات البطالة من خلال الخدمات السياحية المتكاملة التي سوف تقدم للزائرين في ثمان محافظات مختلفة مثل اقامة معارض داخلية للترويج لمنتجات ابناء المحافظات بجانب تطوير البنية التحتية من شبكات الطرق والنقل والموانئ البحرية والجوية، ومرافق ومنشئات، وخدمات صحية وترفيهية وأماكن إقامة والخ .
هنا يأتي دور ابناء المجتمع المحلي الموجود به نقاط المسار من رجال اعمال وفنانين وصناع وحرفيين وشباب وكل ابناء المجتمع لحشد قدراتهم وامكانياتهم المحلية ومشاركة جهود الدولة المصرية في التخطيط والتطوير والتنفيذ لضمانة استدامة تطوير وترويج وتشغيل المسار، فالمجتمع المحلي يمتلك موارد مالية وبشرية هائلة يستطيع من خلالها ان يسرع من إحياء وتطوير مسار العائلة المقدسة، ولذلك يجب علي كل محافظة من نقاط المسار طرح الفرص الاستثمارية ووضع رؤيتها واحتياجاتها فيما يخص التطوير والتشغيل خلال الفترة المقبلة، واشراك ابناء المجتمع المحلي في مراحل التخطيط والتنفيذ، بالإضافة الى تشجيع وتدريب الأيدي العاملة المحلية علي الوظائف السياحية في نقاط المسار، ودعم وتشجيع الصناع والحرفيين بالمجتمع المحلى على انتاج السلع والمنتجات السياحية.
