يلعب الاستثمار الأجنبي المباشر دورًا مهمًا في التنمية الاقتصادية للدول من خلال انتقال رؤوس الأموال من بلد إلى آخر، وقد أصبحت بعض البلدان المتقدمة رائدة في استيراد الاستثمارات وتصديرها معا في آن واحد، وبالتالي أصبح من الضروري ان تسعى الاقتصاديات الناشئة جاهدة الى الاستفادة القصوى من تلك الاستثمارات الضخمة مما لها أثر كبير على التنمية الاقتصادية.
مما لا شك فيه أن هناك دور إيجابي كبير لتلك الاستثمارات سوآءا للمستثمر او البلد المضيف، ولكن كيف يصبح لدينا بيئة جاذبه للاستثمار الأجنبي المباشر، وهنا سوف نتطرق الى سؤال وهو ما هي العوامل والمحددات التي تميز بيئة استثماريه عن أخرى؟ ولماذا تلجأ الدول النامية الى جذب الاستثمار الأجنبي المباشر؟
للاستثمار له أهمية كبيرة خصوصًا في الدول النامية: تلجأ الدول الى جذب المزيد من الاستثمار الأجنبي المباشر وذلك بسبب دوره الهام في تحقيق معدلات نمو اقتصادي من خلال دوره الإيجابي المتمثل في المساهمة في تنفيذ الاستثمارات المطلوبة بما يؤدى إلى:
زيادة التكوين الرأسمالي خاصة في ظل تقليص اعتماد الدولة على المديونية الخارجية وتقلص حجم المساعدات الخارجية ويعتبر الاستثمار الأجنبي المباشر للدولة وسيلة أفضل من اللجوء إلى الاقتراض من العالم الخارجي وبصفة خاصة في ظل الشروط المجحفة للقروض الخارجية يساعد الاستثمار الأجنبي المباشر على توفير العملات الأجنبية للدولة المضيفة يصاحب الاستثمار الأجنبي المباشر استخدام تكنولوجيا متقدمة في مجال الإنتاج بسبب زيادة الأنفاق على البحوث والتطوير من قبل الشركات القائمة بالاستثمار الأجنبي المباشر.
يمكن للشركات القائمة بالاستثمار الأجنبي المباشر التوسع في عملياتها الإنتاجية بسبب امتلاكها لرؤوس أموال ضخمة وقدرتها على الاقتراض من الأسواق الدولية وبالتالي تستفيد من اقتصاديات الحجم مما يؤدى إلى زيادة التصدير أي حدوث زيادة في صادرات الدولة المضيفة وهذا هو الأثر المباشر للاستثمار الأجنبي المباشر.
تستفيد الشركات المحلية في الدول المضيفة من المعلومات التجارية المتاحة لدى شركات الاستثمار الأجنبي المباشر عن المنظمات الصناعية والتجارية الدولية التي تكون الدولة الأم لتلك الشركات أعضاء فيها وهذا هو الأثر غير المباشر الحد من البطالة من خلال توفير فرص عمل.
مما سبق يتضح انه ولتحقيق بيئة أفضل للاستثمار الأجنبي المباشر فأن الامر يتطلب العديد من الإجراءات منها تنمية العنصر البشري وتوعيته والارتقاء بمستوي مهارته، وتطوير وخلق كفاءات وكوادر مميزة، وكذلك الاهتمام بعنصر الترويج للاستثمار في مصر. وذلك بسبب حدة المنافسة لجذب الاستثمار الأجنبي المباشر كما يجب العمل على انشاء مؤسسات تكون مهمتها التخطيط وتنظيم الاستثمارات، ووضع ضوابط لتعظيم العوائد المتوقعة من تلك الاستثمارات واتخاذ مجموعه من الإجراءات التي تحسن البيئة الاستثمارية كتوفير المعلومات عن فرص الاستثمار والحوافز والنظم الإدارية وخدمات بعد الاستثمار.
في الختام، نتمنى أن نكون وفقنا في نقل كافة المعلومات حول الاستثمار ووضحنا اهميته في المجتمعات النامية، كما نتمنى أن تطبق كافة السبل العلمية النافعة لتحقيق أقصى درجات الرخاء الاقتصادي، لنهضة الوطن، وارتفاع مستوى معيشة الفرد.
