محمد حوام يكتب | شباب مصر بين التأهيل والتمكين

0

يعتبر الشباب من أهم الموارد التي تمتلكها المجتمعات، حيث يشكلون أساس التنمية المستقبلية وعامل رئيسي في تحقيق التقدم الاجتماعي والاقتصادي. في مصر، تبرز قضية التأهيل والتمكين كأحد التحديات الرئيسة التي تحتاج إلى معالجة فعالة لضمان استغلال طاقات الشباب بشكل مثمر.

يقصد بالتأهيل توفير المهارات والمعرفة الضرورية للشباب ليكونوا قادرين على مواجهة تحديات الحياة وسوق العمل. يشمل ذلك تحديث المناهج الدراسية وتطوير البرامج التدريبية لتواكب تطورات السوق ومتطلبات العمل الحديثة.

تواجه مصر تحديات كبيرة في هذا المجال، حيث يعاني النظام التعليمي من ضعف في التكيف مع احتياجات السوق، ويواجه الشباب صعوبات في الحصول على تدريب موجه يتيح لهم اكتساب المهارات العملية. لذا، يجب تحسين نوعية التعليم والتدريب وتوسيع نطاق برامج التوجيه المهني لضمان تأهيل الشباب بشكل فعّال.

أما التمكين يعني توفير الفرص والموارد التي تتيح للشباب تحقيق إمكانياتهم وإسهاماتهم في المجتمع. يتطلب ذلك دعم المبادرات الريادية، وتوفير التمويل اللازم للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتعزيز حقوق الشباب في المشاركة السياسية والاجتماعية. في مصر، أطلقت الحكومة العديد من المبادرات مثل “مشروعات الشباب” و”مبادرة دعم رواد الأعمال”، لكن هناك تحديات تتعلق بقلة الموارد وتقييد البيروقراطية التي تعيق تحقيق التمكين الكامل. لذلك، ينبغي تحسين البيئة الاقتصادية والاجتماعية لضمان تمكين الشباب من تنفيذ مشاريعهم وتحقيق طموحاتهم.

لتحقيق استفادة مثلى من طاقات الشباب، يجب تحقيق تكامل بين التأهيل والتمكين. يجب أن تسهم برامج التأهيل في إعداد الشباب بالمعرفة والمهارات اللازمة، بينما توفر استراتيجيات التمكين البيئة الداعمة والفرص لتطبيق هذه المهارات. برامج التدريب المهني التي ترتبط مباشرة بفرص العمل، والمبادرات التي تدعم ريادة الأعمال، تعد خطوات مهمة نحو تحقيق هذا التكامل. على سبيل المثال، توفير منح دراسية للشباب المتميزين وإنشاء حاضنات أعمال للمشاريع الصغيرة يمكن أن يلعب دوراً مهماً في تهيئة بيئة داعمة لشباب مصر.

تظل قضية تأهيل وتمكين الشباب في مصر من القضايا الحيوية التي تتطلب جهوداً منسقة بين الحكومة والمجتمع المدني والقطاع الخاص. من خلال تحسين التعليم والتدريب، وتسهيل الوصول إلى الموارد، وتقديم الدعم للمبادرات الريادية، يمكن لمصر أن تستفيد بشكل كامل من طاقات شبابها. تحقيق التوازن بين التأهيل والتمكين سيشكل أساساً لبناء مستقبل أكثر إشراقاً وتقدماً للبلاد

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.