سامح هليل يكتب | دعوة للإصلاح أم للفوضى؟

0

الخلاف في الرأي حق مشروع في قضايا الفكر وتعدد الرؤى وفى حياة الشعوب تبقى تعددية المواقف أحد الجوانب المهمة التي تعكس حيوية الشعوب وقدرتها على التنوع والإبداع، وإذا كان اختلاف الآراء والأفكار حقًا فإن لغة الحوار هي التي تضع ضوابط الاختلاف وإذا كان الاختلاف حقًا فان للثوابت قدسية خاصة لأنها تمثل إحدى الدعائم الأساسية في استقرار الشعوب لأن ضرب الثوابت يمكن أن يفتح أبواب الفتن وانقسامات المجتمعات وانفلات الرؤى والأفكار.

منذ سنوات والنخبة المصرية تعاني حالة من الفوضى التي تفتح أبواب الفتن وتنشرها وتقسم المجتمع وقد اختارت قضايا الدين مجالًا للصراعات تحت دعوى إصلاح الخطاب الديني وإذا كان الاجتهاد من أهم الجوانب المشروعة في ديننا فإن للاجتهاد أصولًا تحكمه أولها أن الاجتهاد حق لمن يعرف بحيث يخضع لمجموعة من القواعد حتى لا يتسلل لهذه الثوابت رغبات أو اهواء أو مصالح.

لا أتصور أن يفتى إنسان في الدين وهو لا يجيد لغته العربية أو يفسر آيات القران الكريم وهو لا يجيد تلاوته الصحيحة أو أن يقول رأيه في الدين وهو لا يعرف أصوله أو أن يتطاول على رمز من رموز الدين وهو لا يعرف تاريخه، فكيف أن يتجرأ إنسان على دين لا يعرف حدوده وكيف يشارك في الحوار حول الدين من يطعن في أحاديث رسولنا الكريم ويشكك في صحابته. مثل هذه الأفكار المريضة والمضللة لا يمكن أن تكون اجتهادًا أو إصلاحًا للخطاب الديني لأنها دعوات للفتن والاعتداء على المقدسات وهي من أسوأ الطرق لإفساد المجتمعات وتضليلها. إن بعض الوجوه التي تتصدر المشهد وتدعو إلى تخليص الدين من الشوائب وتشكك في رموزه جميعها تفتى بغير علم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.