كمال أنمار أحمد تكتب | ديمومة الأشياء ومصير الإنسان

0

لن يدوم شيئا ما طويلا ، فانت يا ايــها الصديق ستزول يوما ما فلا تستعجل ولا تضيع عمرك بما هو ذاهب،ولا تضيع وقتك الثمين في التقاط الاشياء و تبديل الملابس. ففي كل لحظة شيء مهم يجب ان تفعله وتنجزه او تحاول انجازه،او تسعى لمحاولة انجازه لانه لن يدوم شيئا لان لا شي خالد، حتى الخير والشر ، حتى الشيء وضده ، حتى القوانين الثابتة. حتى اكتشافاتنا العلمية، يوما ما لن يبقى شيئا، لان بعضها سينسى، لوجود شيء افضل منه وبعضه سيدثر ويدفن لانه كان عبارة عن حقيقة ناقصة،لذلك نحن مؤقتون لا نملك سوى شيئا واحدا فقط وهو وقتنا.

بهذا الشيء يكمن حبل نجاتنا، فمصير الجميع الحفر التي في الارجاء ومصير الجميع القبور التي لا تعرف من يدفن فيها، مصير الجميع شعور الموت، لكن الان لا تفكر اكثر مما يلزم الامر، انت الان على قيد الحياة دعك من الموت قليلا، انت الان تستطع ان تكمل وتنجز وتكتب، وتعمل ، و تجرب، وتعلم ، وتعرف ، وتتدرب، و تناقش، وتحل، وتنفع، وتنتفع انت الان على قيد الحياة، أتعرف معنى ذلك، ان الكنز في هذه الحياة هو عيشها بسعادة وسرور، والأفضل بسعادة، لأننا لا نملك الا نعيش في الحياة وكيف سنعيشها ان كانت فوضى الخوالج والكوامن تعم كل الأنحاء.

الآن يجب ان ننسى الماضي، ونقفل بابه، ونخطط لكي نحقق الاستفادة من دروسه.فنحن لا نملك شيئا، اننا أفقر من ان نلاحظ أنفسنا .فصحيح ان علومنا الذرية مذهلة حقا، لكنها تحمل بذرة في أعماقها تقول انها تشكل خطرا على البشرية برمتها، نحن نتطور بفضل عظماء العلماء وبسرعة ولكننا نحفر قبورنا بايدينا،نحن ندمر البشرية بسياسات الطغاة، الذين يشعرون بان العالم ملك لاحد، انه للجميع وليس لاحد.

فهذه الارض لنا ، هذه الارض بستان لنعيش فيه، اما ان نثمره، او نطمر أنفسنا فيه. هذه الارض لنا ، هذه الارض معجزة الكون، والعالم، لن تدمر باصوات بعض الحمقى لكنها ستظل شامخة ما دام، العلم شامخ، مادام العلماء ينحون منحى السلام .صحيح انهم اخترعوا الدمار لهم ولنا، لكن هناك من يقف في وجه الدمار،ويستثمر الطاقة لبناء مستقبل جديد ، فمادامت هناك سياسات عاقلة، وهناك استراتجيات عالمية تهدف لمنع اي تصادم نووي او اي حرب عالمية فنحن بمأمن ، واذا حصلت حرب عالمية اخرى، فلا اعتقد ان اي دولة ستنجو ولن ينحو اي شخص، عندما تحين ساعة الحرب والتي سيؤجل موعدها ا بفضل عقلاء. السياسة حتى وقتنا الحضار لا تزال لغز لا يعرف كنهه.

فهذه هي حياتنا ببساطة تامة، يمكن بسهولة ان تمحى،ويمكن بسهولة ان تزال وبسرعة فائقة، لذلك فاجعل حياتك منبع للحب والامل لا من خلال الأحلام، ولا من خلال الأفكار الأفلاطونية، بل من خلال سليقتك حينا و من خلال سيطرتك على نفسك حينا اخر-اي التوازن بين الطبيعة والسيطرة الذاتية على مفاصل حياتك.

هنا نعرف ما مدى خطورة اوضاعنا، مدى قصر أوقاتنا، لأننا لا ننظر الى الامور بجدية حتى نسمع أزيز البنادق ، وضرب المدفعيات و الدبابات، حينها سنعرف ان لحياتنا معنى و سنعرف من نكون، ولما كنا ، ولما سنكون، سنعرف كم هي سخيقة الحياة نعم، كم سخيفة هي الحياة، لكنها ثمينة بنفس الوقت، انها أغلى الكنوز ولا يوجد شخص يعشق شيء اكثر من الحياة، حتى لو اظهر العكس لأننا نعمل كل شيء ونفعل كل شيء، لاجل البقاء، لاجل بقاءنا نحن -يعني بقاء هذا الجنس-و بقاء هذا الجنس هو ترسب نفسي تأصر فينا منذ تلك العصور،منذ تلك الملايين الغابرة من السنين المرهقة من التطور.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.