أياد الزهيري يكتب | مفارقات بين عالِمين

0

محمد يونس طالب بنغلاديشي سافر للولايات المتحده الامريكيه لإكمال دراسة الدكتوراه بالاقتصاد ،وعندما أكمل دراسته عرض عليه الامريكان البقاء في الولايات المتحده مقابل العمل في جامعاتها ولكنه رفض هذا العرض لأنه يفكر في مساعدة فقراء بلده عبر مشروع بنك الفقراء الذي اطلق عليه أسم( grameen) الذي من خلاله يقدم قروض لفقراء الريف البغلاديشي وخاصه النساء لكي يستطيعوا أعالة أنفسهم وعوائلهم وعدم سقوطهم كضحايا عبيد في شبك الأغنياء ،هذا العمل انقذ ملايين الفقراء في بنغلادش ،وحصل بسببه على جائزة نوبل بالأقتصاد .هذا الرجل جعلني أعقد مقارنه في نقطتين ،الاولى تخص الموفدين العراقيين الذين بعثتهم الحكومه العراقيه بعد ٢٠٠٣ الى الخارج لأكمال دراستهم العليا والذي لم يرجع لبلدهم الا القليل بعد تخرجهم ،وبعد أن دفع لهم البلد ملايين الدولارات مقابل دراستهم ،فرجحوا منافعهم الشخصيه ولم يخطر على بالهم ظروف البلد العصيبه،وهذا يعكس عن مدى منسوب مشاعر الوطنيه في النموذجين المذكورين.ثانياً مدى أهتمام الجانب الحكومي في أحتضان ورعاية هذه الكفاءات العلميه،حيث قدمت الحكومه الامريكيه دعوه للدكتور محمد يونس لاستفاده من خبرته في مجال القروض الصغيره (mikrolån)

وبحضور زوجة الرئيس الأسبق بيل كلنتون ،هلاري كلنتون دعوه الى تأسيس هذا المشروع بالولايات المتحده الامريكيه لمساعدة الفقراء والعاطلين عن العمل في الولايات المتحده الامريكيه،الملاحظه المهمه أن أقوى قوه أقتصاديه وعلميه في العالم تستعين بأستاذ من العالم الثالث من أجل منفعة شعبها وأقتصادها،وهي غير خجوله من ذلك،في حين أتذكر بعد السقوط جاء محافظ بغداد في زياره لمدينة مالمو السويديه والتقى بالعراقيين في تجمع كبير ،وأثناء ذلك كان موجود بروفسور عراقي مختص بالبيئة ورفع يده عدة مرات لكي يتحدث مع صلاح عبد الرزاق محافظ بغداد في حينها ولكن لم يلاقي أي أهتمام له ولم يعار له أية أهميه فخرج البروفسور خائباً حزيناً من اللقاء ،في وقت كان العراق ولا زال في أمس الحاجه الى هكذا طاقات ،كما أن البلد في حينها وما يزال يعيش أزمه بيئيه خطره،فبدل من أحتضان هؤلاء الناس الذين جاءوا مجاناً لخدمة بلدهم ،لا يعار لهم أي أهتمام ،فيهملون ويخسر البلد الكثير من طاقات أبناءه الذين يمكن أن يُعينوه في التخلص من معاناته.

أنها مأساة التضحية بطاقات أبناء البلد من قبل رجالات سلطة البلد ،وعدم حرصهم على مستقبله،وكذلك جحود ولا مبالاة البعض من أبناءه الذين قدم لهم البلد الملايين من العمله الصعوبه مقابل تعليمهم ،فغادروه الى حيث مغانمهم الشخصيه في روح من الأنانية المقيته.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.