ماجد طلعت يكتب | مصر وتركيا وعمق العلاقات التاريخية (2 – 2)

0

مازلنا مع سرد لمراحل عمق العلاقة التاريخية بين مصر وتركيا:

– المرحلة السادسة  من 2011 : 2013 شهدت العلاقات بين مصر وتركيا تحولًا كبيرًا بعد اندلاع الثورة المصرية في يناير 2011 فقد قامت تركيا في المراحل الأولى من الثورة بدعمها ، وألقى رئيس الوزراء التركي أردوغان خطابًا على الرئيس المصري السابق حسني مبارك، داعيًا إياه للاستماع إلى صوت الشعب وعدم  البقاء في السلطة ، ثم ما لبس ان دعمت تركيا نظام الاخوان في مصر والذي رفضة الشعب المصري وانتهي بعدها بسنة بثورة الشعب ضد الجماعه الارهابية في 30 يونيو وبداءت مرحلة جديدة من التوتر والقطيعه السياسية مرة اخري بين الدولتين حتي عام 2019 مع الحفاظ على العلاقات الدبلوماسية بين تركيا ومصر بشكل متبادل على مستوى القائم بالأعمال منذ عام 2013، على الرغم من عقد اجتماعات قصيرة بين وزيري خارجية البلدين في مناسبات مختلفة، وتواصل سفارة مصر في أنقرة والقنصلية العامة في اسطنبول وسفارة تركيا في القاهرة والقنصلية العامة للإسكندرية أنشطتها .

– المرحلة الحالية 2019 : 2024  مرحلة عودة العلاقات بداءت عندما اتُخذ قرار تطبيع العلاقات بيتن مصر وتركيا وخلال عملية التطبيع ، أصبحت تركيا ترفض السماح بالأنشطة والدعاية المناهضة للدولة المصرية من قبل أنصار الإخوان المسلمين المقيمين في تركيا، وخاصة في إسطنبول، ورحيل العديد منهم من البلاد من بين أهم الخطوات في الجهود الرامية إلى استعادة العلاقات الثنائية و التقى أردوغان والسيسي لأول مرة في 20 نوفمبر 2022، في حفل افتتاح كأس العالم الذي أقيم في قطر وقررا مواصلة العملية.

واستمرت جهود التطبيع بين تركيا ومصر حتى عام 2023، عندما عيّن الطرفان سفراء متبادلين ، وكانت الزلازل التي ضربت تركيا وسوريا في 6 فبراير 2023 من أهم نقاط التحول في هذه العملية إذ شاركت مصر إرسال مساعدات إنسانية إلى تركيا إضافة لدول أخرى، وسافر وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى تركيا لفحص الأماكن المتضررة من الزلزال وتنسيق المساعدات.

مهدت زيارة وزير الخارجية التركي السابق جاويش أوغلو للقاهرة في مايو 2023، الطريق أمام استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين مع تبادل السفراء، ليعقد أول لقاء قمة بين السيسي وإردوغان في نيودلهي على هامش (قمة العشرين) في نسختها الأخيرة في سبتمبر 2023.

ثم جاءت زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى القاهرة في فبراير 2024 الماضي ، ولقائه مع الرئيس عبد الفتاح السيسي؛ وما نتج عن ذلك من توافق بين الطرفين على عدد من الملفات العالقة، من بينها إعادة تشكيل مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى بين البلدين ، وواصلت كلٌّ من مصر وتركيا، على مدار الأسابيع والأشهر القليلة الماضية، تحركاتهما نحو تطبيع علاقاتهما، إذ اتخذ البلدان المزيد من الإجراءات التي انعكست بشكل إيجابي على مستوى العلاقات الثنائية على مختلف الأصعدة الي ان انتهت بزيارة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسسي لتركيا ردا للزيارة التركية لبحث سبل التعاون المشترك بين البلدين في ظل حاله من التفاؤل المرتقب باعادة العلاقات الثنائية مرة اخري لمرحلة اكثر عمقا عن ذي قبل.

كل الدعم للقيادة السياسة المصرية في ادارتها لملفات العلاقات الخارجية مع اشقائها في الجوار والتي اثبتت بما لا يدع مجال للشك ان قوة مصر تأتي من ثبات مواقفها وتحملها المسئولية امام العالم كله من اجل احلال السلام والامان في المنطقة.. حفظ الله مصر.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.