محمد عبد المنعم يكتب | ربيع الأنوار وذكرى المختار

0

في يوم الثاني عشر من ربيع الأول؛ ربيع الأنوار، كانت ذكرى نبينا المختار، لنفرح ونسعد وننشر سيرته. فذكرى ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم مناسبة نبتهج بها ونفرح، فهو النبي الذي كان مولده ميلاد أمة بأكملها، فقد بعثه الله رحمة للعالمين وضياءً لهم.

قال الله تعالى: “لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ” [آل عمران: 164].

فكان مولده صلى الله عليه وسلم إيذانًا بمطلع فجر جديد على العالم، إذ ترقبوا الخير مع صبحه، والسعادة والعدالة مع إشراق شمسه، لأن العالم في هذه الفترة التي سبقت مولده صلى الله عليه وسلم كان قد تجرد من المعاني السامية التي دعا إليها الرسل من قبله، وغرق الناس في الظلم، واستهانوا بالحقوق، وأسرفوا في الملذات، وانصرفوا إلى حياة لا ترضاها العادات، فضلًا عن الشرائع والديانات.

يقول أحمد شوقي: وُلِدَ الهُدى فالكائنات ضِياءٌ.. وفمُ الزمانِ تَبَسُّمٌ وثناءُ

غير هذا، كانت هناك قوتان تتنازعان على سيادة العالم، ألا وهما الفرس والروم، وكان العالم بينهما مغلوبًا على أمره، فكان لا سبيل ولا مهرب منهما إلا بقوة كبيرة رادعة. فبميلاده صلى الله عليه وسلم بدأت تتزلزل جميع أسس الضلال، وترمز كتب السيرة إلى أنه في ليلة ميلاده صلى الله عليه وسلم غاضت بحيرة ساوة، وتصدع إيوان كسرى، وخبت نار الفرس. هذا النبي العظيم كان كما قال هو صلى الله عليه وسلم دعوة أبيه إبراهيم، وبشرى عيسى لقومه، ورؤيا أمه. ورُوي أيضًا أن جده عبد المطلب رأى في منامه رؤيا ترمز إلى أن هناك مولودًا من صلبه سيتبعه أهل المشرق والمغرب، ويحمده أهل السماء والأرض.

هذا النبي، بميلاده فرحت الدنيا، وابتهجت، وتعطرت، فهو صاحب الثنايا اللؤلؤيه، والمباسم السكرية، والروائح العنبرية.

 وأجملُ منك لم ترَ قطُّ عيني، وأكملُ منك لم تلدِ النساءُ

خُلِقتَ مبرًا من كل عيبٍ، كأنك قد خُلِقتَ كما تشاءُ

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.