مصطفي طارق يكتب | مصر.. سيادة الدبلوماسية وقوة التأثير

0

لطالما كانت مصر وعلى مرّ العقود رائدة في استخدام القوة الناعمة كأداة دبلوماسية فعّالة، تسعى من خلالها إلى تحقيق الاستقرار الإقليمي وتعزيز مكانتها على الساحة الدولية .. في زمن تتصارع فيه الدول على النفوذ بالقوة العسكرية، اختارت مصر طريق الدبلوماسية والقيادة الحكيمة، مؤكدة بذلك أن النفوذ الحقيقي لا يُقاس بكم الأسلحة، بل بقدرة الدولة على التأثير والإقناع.

مؤخرًا في الصومال، ظهرت معالم هذه القوة الناعمة بأبهى صورها فمصر لم تكتفِ بمجرد التصريحات والدعوات إلى السلام، بل اتخذت خطوات عملية عبر إرسال جنودها لتعزيز الأمن والاستقرار على المستويين المحلي والإقليمي وشلك في إطار المسؤولية الإنسانية وحماية المصالح المشتركة .. هذه الخطوة لم تكن فقط دعمًا للصومال في أزمته، بل كانت أيضًا رسالة للعالم مفادها أن مصر تقف بجانب أشقائها في وقت الحاجة، وتدرك تمامًا أن استقرار الصومال هو استقرار للمنطقة بأسرها. لم تكن هذه المهمة عسكرية بحتة، بل تحمل في طياتها بعدًا إنسانيًا يعكس التزام مصر بالدفاع عن السلام والأمن العالميين.

من الصومال إلى تركيا، تواصل مصر مسيرتها الدبلوماسية بحنكة واقتدار. فبعد سنوات من الفتور في العلاقات بين البلدين، جاءت زيارة الرئيس المصري إلى أنقرة كخطوة جريئة تعكس رغبتي القاهرة وأنقرة في إعادة بناء الجسور وفتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية .. هذه الزيارة ليست مجرد حدث دبلوماسي عابر، بل هي دليل على مدى عمق التفكير الاستراتيجي المصري، الذي يسعى إلى تحقيق التوازن في علاقاته الخارجية وضمان مصالحه الوطنية من خلال الحوار والانفتاح.

في عالم مضطرب بالصراعات والنزاعات، تبقى مصر نموذجًا يُحتذى به في كيفية استخدام القوة الناعمة لتحقيق أهدافها. فالقوة ليست فقط في العدد أو العتاد، بل في الحكمة والقدرة على توجيه الأحداث ولتثبت مصر مرة أخرى أنها قوة لا يُستهان بها، قادرة على التأثير والتغيير بوسائلها الدبلوماسية، وتواصل بذلك مسيرتها الرائدة في بناء السلام والاستقرار في المنطقة والعالم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.