محمد بغدادي يكتب | النبي محمد: روحٌ وريحانٌ وجنةُ نعيم

0

(يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما)، كلمات خرجت من القلب فاستقرت في القلب ودلت على شدة الإيمان وصموده في أعماق الفؤاد وترسخه بين العظام واللحم، فبات سبحانه وتعالى ينتشر انتشار الأوعية الدموية في الجسد النبوي الشريف، محمد النبي خاطب البشر وخاطب الحجر وخاطب الجماد وخاطب الحيوانات، كان رحيماً رقيقاً مع جميع البشر وحتى أصحاب الكتاب اليهود والنصارى وغيرهم، أتى النبي صلى الله عليه وسلم ليس لأمته فقط وإنما رحمة للعالمين، والوحيد الذي غادر الأرض في رحلة الإسراء والمعراج  ليصل إلى سدرة المنتهى فوق سبع سمواتليلتقى بآله الكون ملك الملوك، بعدما خذلته مكه وعانى الأمرين. ليذهب الحزن بلا رجعة ولتهدأ الروح ولتسكن الجروح ولتلتئم الآلام وليصمت الغوغاء ولتدمع العيون وليفرح الأطفال ولترقص الأشجار ولتنشد الأناشيد ولنقرأ بعين القلوب فحديثنا عن رسولنا الكريم

عندما نتحدث عن الرسول الكريم فلا يتسع المقام ولا تستطيع الكلمات أن تستقطب ألفاظاً تفي بحقيقة المشاعر والأحاسيس والعواطف، استحي يا قلم فنحن نتحدث عن الذي شرف الأرض عندما استقبلت جثمانه الشريف وباتت تنافس السماوات السبع لإنها احتكرت هذا الجسد الشريف. يا أوروبا ويا واشنطن ويا موسكو ويا قارات العالم إنه رسول الله الذي انحنى له جذع النخل وبكى، وتحدثت إليه الشاه المسمومه، وخاطبته الحيوانات في الصحراء، واشتكى إليه الجمل عندما عنفه صاحبه.فالنبي المعظم إن كان بشراً فهو شرف للبشرية جمعاء وإن كنت أظن أن جسده الشريف يحتوي على أنوار ربانيه وأسرار إلهيه وكلمات وعلوم ليست علوم الدنيا إلا نقطه في بحرها العذب، فلقد أعطاه ربه الكوثر ، وقال له يا أيها المدثر ثم لقبه بالمزمل، واستطرد في قرآنه العظيم بيا أيها النبي، كل هذا من شدة حبه سبحانه وتعالى لرسوله الكريم، لم يحارب الرسول المعظم إلا دفاعاً عن دين الله، لم يهدم بيتاً ولم يقتل كهلاً أو امرأة أو طفلاً فكان قرآناً يمشي على الأرض كما وصفته عائشة رضي الله عنها وارضاها.

لم يكن النبي طوال حياته الستينية إلا رمزاً ومثالاً للحب والإنسانية فكان قائداً وزعيماً وإدارياً وشيخاً وزوجاً ورحيماً بالضعفاء والمستضعفين في مشارق الأرض ومغاربها، فلم يفترى الشريف على الفرس ولا الروم ولا غيرهم ، ولم تكن معاركه وحروبه السابقة إلا دفاعاً عن الحق ليبحث عن الحق ويضع الحق ويسمي الحق ويرشد للحق ليسمع أهل الحق، فإنه رسول الحق، وما هو إلا وحيٌ يوحى فلقد علمه شديد القوى. خاطب القوي المتين رسوله في حديثه القدسي (يا محمد وعزتي وجلالي لو سلكوا إلي كل طريق واستفتحوا علي كل باب ما فتحت لهم إلا أن يأتوا خلفك يا محمد)، فإن دلت هذه الكلمات فهي تدل على عظمة وقوة الرسول لدى ربه ومدى حبه وتعلقه بنبيه وعظمة هذا الحب.يا عالم ويا كون الأرض هل سمعتما من قبل عن استأذان ملك الموت ليقبض روح أحداً من البشر؟ إجابتكما ستكون لا، لكنكما مخطئان فبالفعل استأذن ملك الموت رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم ليدخل إليه ويخيره بين البقاء على وجه الأرض أم الرفيق الأعلى لملاقاة ربه العلي العظيم، فاختار النبي المعظم أن يلقى ربه، هل سمعتما من قبل عن النبي الذي أثر على ثقافات العالم القديم والحديث ؟ إجابتكما أيضاً ستكون لا، لكني أقول لكما كيف لنبٍي أن يؤثر على أمه ولا يزال منذ أكثر من ألف وأربعمائة عاماً وحتى الآن فلا زلنا نصلي ونذكي ونصوم ونحج ونعتمر ونرحم الضعفاء وهذا بفضل نبينا العظيم الرحيم الذي له من المعلومات ما تأن منه أجهزة الحاسوب العالمية ولا تقوى على تجميع هذه المعلومات بداخلها. وكان لشخصية الرسول الكريم تأثير كبير في الحياة، ولذلك فإنّ حياته وأعماله وأفكاره قد نُوقشت على نطاق واسع على مر القرون. فكل عام وأنت بخير يا رسول الله.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.