اختلفت نظرة المجتمع باختلاف الأفكار والثقافات والظروف الاجتماعية عبر السنوات الماضية للتطوع، حيث كانت ذكرى التطوع للعمل الأهلي وتنمية المجتمع، تستغل من الجماعات الممولة ماديا، حيث كانت ترتبط بالعمل السياسي، وكانت هذه الجماعات، تعمل على المجتمعات الفقيرة، وبحكم أنها ذو قوة مادية تمويلية في هذا الوقت، وكانت من أهدافها غير المشروعة، التوغل بين المجتمعات المستحقة للدعايا، وتنشئة الأفراد بما هو يتناسب مع سياساتهم، ويكون الولاء والانتماء ليس الدولة، ولكن لهذا الفصيل، لتكوين أجيال لديها مدخلات غير واقعية، وليس لديها أي نوع من الولاء والانتماء للوطن.
وللأسف كانت ظروف وسياسات الدولة في تلك الفترة، أرضا خصبة لهذه الجماعات للانتشار، والتوسع وأصبحت لديها أجيال، تربت ونمت، ولم تجد غير هذا الفصيل لتكون هذه الجماعات أمامها، وهو ما رأيناه في مجتمعنا، سواء في القرية أو المدينة أو فى الدراسة، أو أثناء الجامعة، أو أثناء العمل، لتكون هذه المرحلة، حقبة زمنية صعبة أمام الدولة المصرية في عهد الجمهورية الجديدة منذ أكثر من أربع سنوات ماضية، لتغيير المسار، وتغيير الفكر، ليكون الولاء والانتماء للدولة المصرية، لتنمية المجتمع، وفي هذا الجانب التنموى، حملت الدولة على عاتقها أعباء السياسات السابقة، ولتغيير المفهوم الخاطئ للعمل الأعلى التنموى، والمؤسسات المجتمعية الأهلية، لتكون راية انطلاقة لمؤسسة “حياة كريمة”، التي بدأت برعاية القيادة السياسية في الدولة، لتكون في كل ريف، ومجتمع مصرى، لتنمية متطلبات الأسر الأولى بالرعاية في توفير “حیاة كريمة” لكل مواطن في جميع متطلبات الإنسان من النواحي الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
ومنذ انطلاق وتدشين ميثاق مؤسسة “حياة كريمة” تغیرت نظرة المجتمع لمفهوم التطوع، حيث أصبحت المؤسسة، تجمع المتطوعين في العمل الميداني من جميع المحافظات، وهم شباب ذو فكر ووعي في جميع المجالات، يعلمون جيدا ماهية التطوع والعمل التنموي، وهدفه في إسعاد وتنمية المجتمع والمواطن المصري، دون إقصاء، أو أي هدف آخر، مثلما كان يحدث من قبل، ما أدى إلى ظهور جماعات، تعمل على تغيير الفكر، ولديها كره للمجتمع، ليكون مظلة العمل التنموى الآن، وهو التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، الذي أصدر ميثاق العمل به في عام ٢٠١٩م، ليكون المظلة التنموية الرسمية لتوفير جميع احتياجات المواطن المصري، ولتنظيم وتوفير جميع أوجه الدعم لكل الأسر الأولى بالرعاية.
منظور التطوع في مصر، اختلف اختلافا جذريا بين الشباب، وبين المجتمع المصري، ليكون منصة إنسانية خدمية للجميع، ولتقديم الأفضل لمصر لتنمية مجتمع ناضج فكريا وثقافيا، وفي جميع الأيدلوجيات، حيث انطلقت منصة التطوع الرقمية “إنسان للعمل التطوعى”، وذلك تزامنا مع اليوم العالمي للتطوع، لتكون المنصة، منصة حوارية متخصصة، لتبادل الأفكار والمعلومات في مختلف القضايا المتعلقة بالتطوع.