نور الشيخ يكتب | أوكرانيا فلسطين

0

وما أن فطن القطب الأوحد إلى مغبة خسائره غير المتوقعة عالمياً على الصعيد السياسي والاقتصادي والعسكري والقطبي، حتى وجه كل قدراته إلى التورية والتزييف وإلباس الباطل بالحق نحو ملعب آخر وقضية أخرى تتيح له الظهور بمظهره القوى المعتاد عليه، فكانت الحرب على غزة في توقيتها المضبوط.

توقيت الحرب قبيل الاستعداد للإنتخابات الأميركية ليس هو السبب لأنه إذا كان هو السبب كان بايدن استمر في إعلان ترشحه وحتى بعد سحب ترشحه بمعرفة الحزب الديمقراطي وترشيح نائبته، ولا كان للضغط على حلفاء للتنحي عن دعمها، ولكن كان من مبدأ إن لم تستطع إثبات وجهة نظرك فشكك في وجهة نظر أخرى، وبمعنى آخر إن لم تستطع هزم عدوك فاهزم عدوا آخر، ليس لتخيف به العدو الأساسي ولكن لتظل في نظر حلفاءك ومُريديك الطرف القوى.

كلنا نعلم والبعض يختلف، أن أي إرهاب أو ميليشيات مسلحة هي صنيعة أمريكية خالصة تتحكم فيها بكل سهولة ويسر وخفاء، اللهم إلا من بعض المساحات المتروكة لتلك الجماعات و الميليشيات للتحرك في اتجاه ترهيب من ترغب في ترهيبهم أمريكا، فالدولة الإيرانية تتميز بالجعجعة والحنجرة العالية الغاشمة في تصريحاتها، كذلك حزب الله الذي كانت يدعى أن لديه ترسانة مرعبة تخشي منها إسرائيل وفى الأخير يتضح ان رشاقاتها لا تمرق رمق السهام من البرية وليس من القبة الحديدة فحسب.

أما بالنسبة لحركة حماس وبعيداً كل البعد عن دورها في إثارة القلاقل في الشمال الشرقي المصري إبان فترة ٢٠١١ والحكم الإخواني إلى أن زال ومضى، فإن أرقام الحرب الأخيرة خير دليل على مدى فداحة المشهد بالنسبة لهم ومقدار تروجيهم عن قوتهم وخطورتهم على إسرائيل.

فبدعم أميركي تشن إسرائيل منذ السابع من أكتوبر 2023، حربا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 132 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة، وبشأن حصيلة قتلى الجيش الإسرائيلي، أوضحت المعطيات أن 690 جنديا وضابطا قتلوا منذ بداية الحرب، بينهم 330 بالمعارك البرية في قطاع غزة، هل هذا ما تسمونه مقاومة؟…. هل هذا ما تعلمناه من تقدير حجم وقوة العدو ؟ حتى لا نصبح أمام هوة سحيقة تبتلع شعباً بأكمله، هذا أكثر مما تمنته أمريكا في حربها الإعلامية، من أجل شهرة إعلامية يبحث عنها قادة حماس المقيمين بالخارج خشية قتلهم كما يقتل أهاليهم يكون هذا هو الثمن؟ أو كما قال وكتب المصور والصحفى وبروفسيور التاريخ العسكرى إريك دورتشميد( دور الصدفة والغباء في تغيير مجرى التاريخ )

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.