ندى الهاشمي تكتب | اليتيم بين الألم والأمل

0

اليتم كلمة ثقيلة ومرعبة وتثير الأسى, ووقعها ثقيل في النفس والروح, واليتم ليس مجرد فقدان لأحد الوالدين، بل هو فقدان لعالم كامل من الحب والحماية والأمان, وهو جرح عميق في النفس يترك آثاره على المدى الطويل, واليتيم يعيش أوقات عسيرة يعاني فيها الكثير من الصعوبات والتحديات التي تؤثر في حياته, وقد شدد الله تعالى في القرآن الكريم على التعامل الحسن مع الايتام { فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ } أي وجوب الاحسان الى اليتامى وعدم الاساءة لهم أو احتقارهم, وقد وعد رسولنا الأكرم محمد (ص) وهو الذي عانى من اليتم مبكرا في حياته, كافل اليتيم بجائزة عظيمة في التفاتة انسانية كبيرة وهي مصاحبته في الجنة (انا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين)، وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى, فهل من مكانة أعظم واشرف من مرافقة خاتم الانبياء في الجنة؟.
ويعاني الايتام حالات من الفقدان والحزن المستمر، وتسكن روحهم مشاعر الخسارة والخذلان ، ولا يجدون أجوبة للأسئلة التي تدور في بالهم , كما يعانون رهبة وخوف من المستقبل وتعتريهم مشاعر من الوحدة والاحباط برغم وجود الاقرباء والاصدقاء ، كما يجدون صعوبة في التأقلم, ناهيك عن معاناتهم من مشاكل نفسية عديدة مثل الاكتئاب والقلق، وانعدام الثقة بالنفس.
ويشعر اليتيم دائما بالواحدة وفقدان الحب و الحماية التي كان مصدرها الأب أو الام ولذلك يشعر بالخطر والخوف, كما أن الطفل اليتيم غير مستقر وقد يعاني الاضطرابات النفسية التي تبعث القلق والتوتر في نفسه, مثلما يفتقد للدعم المادي المطلوب.
ومن المهم الاشارة الى أن مسؤولية رعاية الايتام وتنشئتهم النشأة الصالحة هي ليست مسؤولية فردية, بل هي مسؤولية جماعية تضامنية تقع على عاتق كل من المجتمع والدولة لتوفير كل السبل الكفيلة بحياة كريمة وبيئة صالحة لهم .

ويبقى الأمل والطموح شمعة تضيء دروب الأيتام, برغم المعاناة والألم، وقد شهدنا الكثير من قصص النجاح التي كان أبطالها من الايتام الذين تجاوزوا محنهم و تمكنوا من تحقيق النجاحات التي عجز غيرهم من تحقيقها، في ظل وجود مجتمع متكافل يوفر بيئة داعمة للأيتام، تمكنهم من تحقيق أحلامهم وطموحاتهم, فكل طفل يتيم هو بذرة خير تحتاج منا جميعا كعائلة ومدرسة ومجتمع إلى عناية ورعاية لتزدهر وتثمر.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.