رحاب عبدالله تكتب | فخ السابع من أكتوبر

0

بعد مرور أكثر من عام على حرب السابع من أكتوبر والتي بدأت بعمل بدا بطوليا لحركة حماس هاجمت فيه حصون الدولة الصهيونية وأسرت عددا ممن ينتمون لها انهارت تلك البطولة المزعومة أمام الخسائر التي لم تلحق بحماس وحدها بل طالت العديد من حركات المقاومة ووسعت الحرب الإسرائيلية في المحيط الإقليمي ومكنت العدو الصهيوني من الاستيلاء على أجزاء من العديد من الدول العربية التي دفعت ثمن هجوم حماس غاليا وربما سيظل بعضها في دفع الثمن إلى موعد لا يعلمه إلا الله.
رغم أنه ينبغي لنا أن نفرح بأي خسائر يتكبدها العدو الصهيوني لكن الواقع الذي فرضته تلك الحرب الشنعاء والخسائر الفادحة التي تكبدتها عددا من الدول العربية يجعلنا نتسائل هل كان تحرك حماس يوم السابع من أكتوبر عام ٢٠٢٣ عملا بطوليا أم فخا نصبته لها إسرائيل فكانت على علم بمخطط حماس فساعدتها على تنفيذه وتركتها تحصل على الرهائن التي تبين أنهم لم يحظوا قط باهتمام دولتهم حتى تجد لنفسها مبرر لتفعل ما تشاء.
بالنظر إلى خريطة العالم وما حدث بعد تلك الحرب من التدمير الكامل لقطاع غزة والإبادة الجماعية التي تعرض لها أهلها بكل وحشية وشراسة واستيلاء إسرائيل على كامل القطاع بل ووصول قواتها للضفة الغربية ثم التخلص من كافة قيادات حماس وأبرزهم إسماعيل هنية ويحيى السنوار ومد الحرب إلى لبنان وإيران واستهداف حزب الله ومقتل قياداته وعلى رأسهم حسن نصرالله ثم الالتفاف نحو سوريا التي لا يزال سقوطها السريع في يد الجماعات المتطرفة والذي تبعه نشر جيش الاحتلال الإسرائيلي قواته على نطاق واسع بالجولان المحتل وجبل الشيخ لا يزال يثير يشكل لغزا حول صفقة سرية تم خلالها مبادلة سوريا بشيء آخر لا يزال مجهولا حتى لو تكهن البعض بحصول روسيا على مكاسب في حربها ضد أوكرانيا مقابل رفع يديها عن سوريا فلا زلت أتوقع أن لتلك الصفقة مفاجأت أخرى لا تزال لم تظهر بعد.
انتهت إسرائيل من حربها في سوريا ولبنان وضد إيران ثم اتجهت نحو اليمن بزعم تأديب ميليشيات الحوثيين ويبقى السؤال إلى أين ستمتد تلك الحرب الجنونية التي غيرت خريطة المنطقة وكبدتتنا خسائر فادحة ومنحت إسرائيل ما لم تكن تحلم بالحصول عليه في تلك الفترة الوجيزة.
إن العدو الصهيوني لا يزال يحلم بسيناء ولا تزال إسرائيل تتحرش بدولتنا المصرية في محاولة لدفعنا نحو أي تصرف عدواني يبرر لها الزحف نحو سيناء وقد بدا ذلك جليا في اتهاماتها المتتالية لمصر بدعم حماس وتسليحها عبر الأنفاق في سيناء ثم استيلائها على معبر رفح من الجانب الإسرائيلي وتكثيف التواجد بممر فيلاديلفيا في انتهاك صارخ لاتفاق السلام، كل تلك التصرفات والتصريحات الإسرائيلية المستفزة بمختلف وسائل الإعلام كل هدفها استفزاز مصر في محاولة لدفعنا للتهور ولكن لابد لنا في تلك اللحظة أن نشهد ببراعة القيادة السياسية والأجهزة الأمنية المصرية التي فهمت القصة منذ بدايتها وربما قبل ذلك والتزمت بضبط النفس والتعامل بكل دبلوماسية وحرفية مع ذلك المخطط فردت صراحة على أكاذيب الدولة الصهيونية عبر البيانات والتصريحات الرسمية وتمسكت بموقفها من رفض بقاء العدو الصهيوني بمعبر رفح من الجانب الفلسطيني وكذلك طالبت بانسحاب جيش الاحتلال من ممر فيلاديلفيا كما أعلنتها مصر صراحة أن تهجير أهالي غزة لسيناء خط أحمر فنجحت مصر في حماية حدودها وأرضها وحافظت على موقفها من القضية الفلسطينية وفي ذات الوقت لم تنجرف بغير حكمة وراء الاستفزازات الإسرائيلية التي كانت تتمنى أن ننتهج مسلكا غير ذلك.
لقد استطاعت بلادنا حتى الآن مقاومة المخططات الصهيونية المدعومة من الدول الكبرى ولكن الخطر لم يزول بعد فستظل سيناء هي أرض الحلم التي تبحث عنها الدولة الصهيونية ولذلك لابد لنا كمصريين من إدراك عدة أمور أولها أن استقرار بلادنا ليس رفاهية بل هو مطلب رئيسي لتجنب سيناريو من الدمار لا يعلم مداه إلا الله.. قد يكون لنا جميعا تحفظات على أداء الحكومة في بعض الملفات لاسيما الملف الاقتصادي وقد يكون غالبيتنا يعاني من ارتفاع الأسعار والتضخم ولكن أمن بلادنا وتجنيبها السقوط هو فريضة وطنية وإحباط المخططات الصهيونية هو واجب لكل مصري.
إن تغذية مشاعر الغضب لدى الشعب المصري ومحاولة دفعه للفوضى لن يقوى أحد على دفع ثمنه لذلك فعلينا أن نكون حذرين من محاولات تأجيج المشاعر الغاضبة لدينا وأن نحاول تغيير الواقع بالحوار والنقاش، ومن جهة أخرى على الحكومة الاستماع للشعب والنظر في شكواه ومعاناته وعدم الدفع بقرارات قد يستغلها البعض في إشاعة الفوضى وتقليب الرأي العام.. شئنا أم أبينا ليس أمامنا حاليا سوى طريق واحد هو الاتحاد والوقوف معا وأن نعي جيدا فخ ٧ أكتوبر قبل أن يفوت الأوان.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.