إن الساحة العربية، قد شهدت تغيرات في الأنظمة السياسية، كما حدث في سوريا، وذلك من خلال تسلم “أمير هيئة تحرير الشام” السلطة في سوريا، والمُلقب بـ “أبي محمد الجولاني”، عقب فرار الرئيس المخلوع “بشار الأسد” إلى “روسيا”، والجدير بالذكر، أن خروج الأسد على أغلب الظن لم يكن مصادفةً، وإنما قد تم بترتيبٍ وإتفاقٍ مسبق أى ما يطلق عليه سياسيا،
“بالخروج الآمن” في نظير ترك السلطة “للمتمردين”، كما يطلق عليهم البعض، ويخطر في أذهان القُراء من هو أحمد الشرع؟
هو أمير “هيئة تحرير الشام المسلح”، فهو من شاب منخرط في العمل المسلح بأعتى التنظيمات المسلحة الدولية إلى زعيم ثوري، يتولي رئاسة سوريا حاليا، فقد كانت بداياته بتنظيم القاعدة بالعراق، وشارك في تمرد “العراق” بداية بالعام ٢٠٠٣م، وقامت “الولايات المتحدة الأمريكية” باعتقاله في العام٢٠٠٦م بمعسكر “البوكا”، الذي كان سجنا لعشرات الآلاف من المتشددين والمشتبه بهم، وأطلقت سراحه بالعام٢٠١١م، ثم أستأنف العمل المسلح مع “أبي بكر البغدادي”، مع بداية اندلاع ثورات الربيع العربي والثورة السورية، وبرز أداؤه بالمعارك بشكلٍ سريع، وعُين رئيسا لعمليات “دولة العراق”.
عزيزي القارئ قد يخطر بأذهاننا، هل كان إطلاق سراح “أبو محمد الجولاني”، مصادفةً في هذا التوقيت؟ بالطبع لم يكن مصادفةً أرادت “أمريكا” القضاء على حلفاء الرئيس”المخلوع بشار الأسد” بالمنطقة والحد من نفوذ “الدُب الروسي” عن طريق إزاحة الحكم العلوي
“بأحمد الشرع” المحسوب على أهل السنة بعد أن أصبحت سوريا “ساحة حربٍ” لكل الدول بالإقليم، فكل من أراد تجربة سلاحٍ جديد، أراد تجربته بالأراضي السورية والاستيلاء على خيرات الشعب السوري، الذي بات مشردا ما بين عشيةٍ وضُحاها بسبب ممارسات “نظام المخلوع بشار الأسد”، الذي سيُحاسب على كل تلك الجرائم المرتكبة بحق الشعب السوري الشقيق، وأننا نراقب عن كثب ما يحدث في سوريا، فهل ستكون هنالك انتخابات مبكرة؟ أم سيستولي “آل الشرع” على السلطة بزعم أحقيتهم فيه؟ هذا ما سنعرفه في الأيام القليلة القادمة.