يشكّل التمكين السياسي للشباب أحد المفاتيح الأساسية، لتعزيز التنمية المستدامة في المجتمعات الحديثة.
إذ يُعتبر الشباب جزءًا حيويًا من المجتمع، ولابد من منحهم الفرصة للمشاركة الفعالة في صنع القرار والمساهمة في تطوير السياسات، يتطلب هذا التمكين أيضًا منهجية عمل جماعي مؤسسي، تهدف إلى بناء نُظم ديمقراطية حقيقية،
تعكس تطلعات الشباب، وتستفيد من طاقاتهم وإبداعاتهم.
التمكين السياسي، يعني إعطاء الشباب فرصًا متكافئة للمشاركة في الحياة السياسية، سواء من خلال الانتخاب، أو
المشاركة في الحركات الاجتماعية، أو الانخراط في الأحزاب السياسية. كما يتضمن تعزيز الوعي السياسي لدى
الشباب، وتزويدهم بالمعرفة والمهارات اللازمة لفهم النظام السياسي، وصياغة آرائهم، والتعبير عنها بشكل فعّال.
وتتركز أهمية التمكين السياسي للشباب على:
1. تعزيز الديمقراطية : مشاركة الشباب في الحياة السياسية، تعزز من تدعيم القيم الديمقراطية، وتمكن المجتمع من الاستفادة من وجهات نظر جديدة.
2. تقديم الحلول المبتكرة: يمتلك الشباب أفكارًا جديدة ورؤى مبتكرة، ويمكن أن يسهموا في تقديم حلول فعالة للتحديات التي تواجه المجتمع.
3. تحقيق التنمية المستدامة: يتطلب تحقيق التنمية المستدامة، إشراك جميع الفئات، والشباب هم المحرك الأهم لهذه
التنمية.
ونتطرق إلى العمل الجماعي المؤسسي، حيث يتطلب التمكين السياسي للشباب إنشاء مؤسسات، توفر بيئة مناسبة للمشاركة، من خلال تنظيم الجهود، وتمكين
الشباب من العمل بشكل جماعي. يشمل العمل الجماعي المؤسسي مجموعة متنوعة من الأنشطة والبرامج:
1. البرامج التعليمية والتثقيفية: توفير ورش عمل ودورات تثقيفية، لتعزيز الوعي السياسي، وتزويد الشباب بالمعرفة
اللازمة.
2. منصات الحوار: إنشاء منصات تتيح للشباب التعبير عن آرائهم، ومناقشة القضايا الاجتماعية والسياسية.
3. الشراكات: تعزيز التعاون بين الحكومات، والمنظمات غير الحكومية، والقطاع الخاص لرسم سياسات تدعم مشاركة الشباب.
تحديات التمكين السياسي للشباب
على الرغم من الأهمية الكبيرة، التي يحملها التمكين السياسي، فإن هناك عدة تحديات تعترض سبيله:
– نقص الوعي السياسي: قد يفتقر بعض الشباب إلى المعلومات اللازمة حول الأنظمة السياسية، ما يعوق مشاركتهم الفعّالة.
– الافتقار إلى الفرص: عدم وجود منصات متاحة أو قنوات للمشاركة، يُحجم من مساهمة الشباب.
أساليب تعزيز التمكين السياسي والعمل الجماعي
1. تشجيع المشاركة الانتخابية: تعزيز ثقافة التصويت بين الشباب من خلال الحملات التوعوية.
2. الإشراك في صنع القرار: منح الشباب الفرصة للمشاركة في المجالس المحلية أو الوطنية، والعمل على
تضمين وجهات نظرهم في السياسات.
3. الاستثمار في القيادات الشابة: تشجيع البرامج التي تدعم تطوير المهارات القيادية لدى الشباب، وزيادة
انخراطهم في العمل السياسي.
إن التمكين السياسي للشباب والعمل الجماعي المؤسسي، ليسا مجرد ترف، بل ضرورة ملحة لبناء مجتمعات قادرة
على مواجهة التحديات، وتحقيق التنمية المستدامة. من خلال الاستثمار في القدرات الشبابية وتعزيز مشاركتهم، يُمكننا أن نفتح آفاقًا جديدة للمستقبل، ونخلق عالما أكثر شمولية وعدالة.
عضو محاكاة مجلس الشيوخ المصري