تعتبر منطقة شرق المتوسط من المناطق الواعدة في اكتشافات الغاز الطبيعي. ويعد إختيار مصر كمركز للمنتدى دليلاً على قوتها وتأثيرها فى المنطقة، والاعتراف بأنها محور الإقليم و تملك العديد من الإمكانيات الكبيرة، من خطوط ربط بالدول الإقليمية، وشبكة ضخمة داخلية تربط الشمال بالجنوب وشرق البلاد بغربها، بالاضافة إلى أنها الدولة الوحيدة بين الدول الأعضاء التى تملك بنية تحتية تضم وحدتين لإسالة الغاز «مصنعى إدكو ودمياط» بطاقة استيعابية تصل لـ 4,1 ملايين طن سنوياً من الغاز بكل وحدة، أى بمعدل 1,35 مليون قدم مكعب يومياً ، كما أنها ثاني أكبر احتياطي من الغاز الطبيعي بحوض البحر المتوسط على مستوى العالم، وهى أيضاً الدولة الوحيدة بين الأعضاء التى تملك ممرا ملاحيا عالميا يصل بين قارات العالم «قناة السويس» . يساعد المنتدى الذي دعت مصر إلى تشكيله الى تعزيز الثقل السياسى لمصر في المنطقة، خاصة في ظل الترحيب الأوروبي.
هذا وبذلت القاهرة مجهودا كبيرا حتى الوصول إلى تجمع يضم في طياته دول مثل إسرائيل وإيطاليا، والولايات المتحدة أيضا بصفة مراقب، وهو ما أضفى قوة ردع للمنظمة، وثقل سياسى أكبر لمصر. فإلى جانب الأردن واليونان وقبرص وإسرائيل وإيطاليا، خطت مصر فى يناير 2019 خطوات واسعة نحو إنشاء سوق إقليمية للغاز بمنطقة شرق المتوسط، تحمل الصفة الرسمية للتمثيل في المحافل الدولية، بما يعادل منظمة “أوبك” (وهى المنظمة الدول المصدرة للنفط)، وذلك بعد توقيع الميثاق الخاص بتحويل منتدى غاز شرق المتوسط إلى منظمة إقليمية حكومية مقرها القاهرة.
وجاء تأسيس المنتدى، على خلفية قمة عقدت في أكتوبر 2018، على جزيرة كريت اليونانية جمعت الرئيس القبرصي ، والرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء اليوناني. ونظرا لما تتميز به منطقة الشرق الأوسط من أهميّة استراتيجيّة كبرى سواء على الصعيد الإقليمى أو العالمى لما تتمتّع به من غِـنى في مواردها الطبيعيّة وعلى رأسها النفط والغاز،ولذلك اتفقت الـ 7 دول متوسطية فى يناير 2019 على إعلان إنشاء “منتدى شرق المتوسط للغاز” ومقره العاصمة المصرية “القاهرة” ، وذلك لكثرة الاكتشافات الغازية الكبيرة فى الحقول البحرية بشرق البحر المتوسط، والتى لها تأثير عظيم على تطور الطاقة والتنمية الاقتصادية للمنطقة، فالتوسّع فى الاكتشافات الجديدة والاستغلال الأمثل لها له أثر كبير على أمن الطاقة، ويمكن لأي من دول شرق المتوسط المنتجة أو المستهلكة للغاز، الانضمام لعضوية المنتدى . وفى ديسمبر 2020، رحب الرئيس عبد الفتاح السيسي بانضمام دولة الإمارات لمنتدى غاز شرق المتوسط كمراقب بجانب الدول الأعضاء المؤسسين . والدول المشاركة فى المنتدى بالإضافة الى مصر هى إيطاليا واليونان وقبرص والاردن وإسرائيل وفلسطين والأردن
ويهدف المنتدى العمل الى إنشاء سوق غاز إقليمي يخدم مصالح الأعضاء، من خلال تأمين العرض والطلب، وتنمية الموارد على الوجه الأمثل وترشيد تكلفة البنية التحتية، وتقديم أسعار تنافسية، وتحسين العلاقات التجارية. وكذلك إنشاء منظمة دولية تحترم حقوق الأعضاء بشأن مواردها الطبيعية بما يتفق ومبادئ القانون الدولي، وتدعم جهودهم في الاستفادة من احتياطاتهم واستخدام البنية التحتية وبناء بنية جديدة، وذلك بهدف تأمين احتياجاتهم من الطاقة لصالح رفاهية شعوبهم.
كما يهدف الى مساعدة الدول المستهلكة في تأمين احتياجاتها وإتاحة مشاركتهم مع دول العبور في وضع سياسات الغاز في المنطقة، كما يضمن المنتدى ضمان الاستدامة ومراعاة الاعتبارات البيئية في اكتشافات الغاز وإنتاجه ونقله، وفي بناء البنية الأساسية، بالإضافة إلى الارتقاء بالتكامل في مجال الغاز، ومع مصادر الطاقة الأخرى خاصة الطاقة المتجددة وشبكات الكهرباء.كما يهدف المنتدى لإقامة شراكات اقتصادية وتجارية بين الدول الأعضاء، لاستثمار الثروات الغازية المكتشفة، والبنى التحتية بشكل اقتصادي لصالح شعوب الدول المشاركة في المنتدى.
أخيرا كان ضمن نص القمة الثلاثية الذى عقد فى الأربعاء 8-1-2025 مايلى: نحن، رئيس جمهورية قبرص ورئيس وزراء الجمهورية الهيلينية، نعرب عن عميق تقديرنا لرئيس وحكومة وشعب جمهورية مصر العربية لاستضافة القمة الثلاثية العاشرة ونتطلع إلى مواصلة جهودنا المشتركة في الفترة القادمة نحو مستقبل أكثر أماناً وسلاماً وازدهاراً ، واتفقنا على عقد القمة المقبلة في قبرص في عام ٢٠٢٦.