د.محمد بغدادي يكتب | الدولة ورجال الأعمال

0

في ظل التحديات العالمية المستمرة والجسيمة، التي تنتاب دول العالم بأكملها من شرقه لغربه، ومن شماله لجنوبه، وفي ظل الأزمات الاقتصادية بالغة الصعوبة شديدة اللهجة بخلاف الأزمات الطبيعية والتغيرات المناخية، ومع استمرار سياسات التقشف لمعظم دول العالم، أصبح اللجوء لرجال الأعمال والقطاع الخاص، هو الملاذ الأمن لكثير من الدول، حتى تتحرك المياه في طريقها الصحيح مرة أخرى، وحتى يستعيد الاقتصاد حياته مرة أخرى، وتصبح الأرقام الفلكية، هي التي تتصدر الناتج المحلي الإجمالي والدخل القومي وسعر صرف الجنيه المصري.
وبشكل أكثر وضوحا لماذا لم تتم الاستفادة الكاملة من عقول رجال الأعمال المصريين الشرفاء، وتفكيرهم لسبب بسيط، لأنهم بديهيا هم الأكثر نجاحا، ومرونة، وانطلاقا، وتحركا من خلال بحثهم المستمر عن السوق محليا ودوليا ومشكلاته وتحدياته والفرص المتاحة وكيفية طرح الحلول، ولديهم نظرة استباقية واستشارية من خلال أهدافهم، التي تزيد ويتم تعديلها مرات ومرات، وفقا لأطروحات السوق.
فلماذا لم نستفد من المهندس أحمد عز في قطاع الصناعة والحديد والصلب، وخبراته المتعددة، ورؤيته للسوق المحلي والعالمي؟، ولماذا لم نستفد من المهندس هشام طلعت مصطفى في قطاع العقارات والبناء وغيرهم كثير؟، ولماذا لم نستفد من التجارب الناجحة للشركات الناجحة في القطاعات المختلفة التجارية والصناعية والزراعية والإدارية والتكنولوجية في ظل تحديات متغيرة ومستمرة ومجهولة لا يستطيع المنجمون أن يتنبأوا بما سيحدث غدا أو خلال بضعة أعوام؟.
فكبرى الدول، ومنها الولايات المتحدة الأمريكية، الآن، قد استعانت بالفعل برجال أعمال، حتى يقودوا المرحلة المقبلة من تاريخ هذه الدولة، بما يٌقدر بنحو 6 مليارديرات في إدارة دونالد ترامب، فهناك إيلون ماسك، وهوارد لوتنيك، وفيفيك، وستيفن ويتكوف راماسوامي، وسكوت بيسنت، وليندا ماكماهون؛ لذلك، فإننا في أمس الحاجة، لنستفيد ونتعلم ونستنسخ التجارب الناجحة من رجال أعمال وشركات، ومن كل مصري محب وغيور على هذه الدولة العظيمة القوية الأبية، التي تقف بالمرصاد للتطلعات الإسرائيلية بتهجير سكان قطاع غزة لمصر والأردن برعاية واشنطن الأم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.