إسلام عبد الرحيم يكتب | غزة.. إرادة شعب لا تنكسر

0

منذ أكثر من سبعة عقود، لا تزال القضية الفلسطينية تتصدر المشهد العربي والدولي، باعتبارها واحدة من أكثر القضايا تعقيدًا وحساسية في العالم، ومع كل تصعيد أو تهدئة، يبقى الشعب الفلسطيني متمسكًا بأرضه وحقوقه المشروعة، رغم محاولات التهجير والاستيطان والحصار، فكيف تطورت القضية الفلسطينية عبر التاريخ؟ وما هي السيناريوهات المحتملة لمستقبلها؟

بدأت مأساة الفلسطينيين فعليًا مع وعد بلفور عام 1917، الذي منح اليهود وطنًا قوميًّا في فلسطين، رغم أن الأرض، كانت مأهولة بالسكان الأصليين، تلا ذلك الاحتلال البريطاني، ثم نكبة عام 1948 التي أدت إلى تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين، وتأسيس دولة الاحتلال الإسرائيلي على معظم أراضي فلسطين التاريخية.
منذ ذلك الحين، لم تتوقف معاناة الفلسطينيين، فبعد نكسة 1967، احتلت إسرائيل الضفة الغربية وقطاع غزة، وبدأت سياسة التهويد والاستيطان، فيما استمرت المقاومة بأشكالها المختلفة، من الانتفاضات الشعبية إلى العمليات الفدائية، دفاعًا عن الأرض والهوية الوطنية.
اليوم، يواجه الفلسطينيون واقعًا صعبًا، يتمثل في الحصار المفروض على قطاع غزة، وتوسع المستوطنات في الضفة الغربية، والاعتداءات المستمرة على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس. ورغم توقيع اتفاقيات سلام عدة، مثل اتفاقية أوسلو عام 1993، فإن الاحتلال الإسرائيلي يواصل انتهاكاته، ما جعل الحل السياسي، يبدو أكثر تعقيدًا.
على الصعيد الدولي، ورغم الدعم الذي تقدمه بعض الدول للقضية الفلسطينية، فإن الانحياز الأمريكي لإسرائيل، واضح وصريح، لكنه لم ينل من عزيمة الشعب الذي ما زال يتمسك بحقه في تقرير مصيره المحتوم بإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
تتراوح السيناريوهات المستقبلية للقضية الفلسطينية بين الحل السياسي القائم على حل الدولتين، والذي يبدو بعيد المنال في ظل استمرار الاستيطان، وبين استمرار المقاومة بجميع أشكالها، ورغم التحديات، فإن الشعب الفلسطيني لا يزال صامدًا، مؤمنًا بحقه في العودة وإقامة دولته المستقلة.
إن القضية الفلسطينية ليست مجرد صراع سياسي، بل هي معركة وجودية وإنسانية، تستدعي تضافر الجهود العربية والدولية لإيجاد حل عادل، ينهي عقودًا من الاحتلال والمعاناة، ويعيد للشعب الفلسطيني حقوقه المسلوبة، وحتى ذلك الحين، ستظل فلسطين قضية الأمة الأولى، وجراحها شاهدة على ظلم الاحتلال، وصمود أصحاب الحق.
كما يظل التضافر العربي حجر الزاوية في دعم فلسطين، وكلما زاد التنسيق والتعاون العربي، اقتربت فلسطين من تحقيق حقوقها المشروعة. القضية الفلسطينية ليست مسئولية الفلسطينيين وحدهم، بل هي مسئولية الأمة العربية بأكملها.
من هنا، نقول إن التضافر العربي من أجل فلسطين، هو ضرورة حتمية لمواجهة التحديات السياسية والإنسانية، التي يواجهها الشعب الفلسطيني، يتطلب هذا التضافر جهودًا موحدة على المستويات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والإعلامية لدعم القضية الفلسطينية في المحافل الدولية، وتعزيز صمود الفلسطينيين في وجه الاحتلال الإسرائيلي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.