الجامعة المصرية، ليست مجرد صرح تعليمي، يتلقى فيه الطلاب العلم، بل هي أشبه ببيت كبير يضم أساتذة ومعيدين وطلابًا، تجمعهم رابطة فريدة وهدف أسمى: بناء مستقبل مشرق لمصرنا الحبيبة. وفي هذا البيت، تتعاقب الأجيال، حاملةً معها إرثًا من المعرفة وخبرات تتناقلها، لتشكل نسيجًا متكاملًا من العطاء.
في قلب هذا النسيج، نجد الأساتذة الكبار، قامات علمية أفنت سنوات عمرها في البحث والتدريس، فكانوا بمثابة المنارة، التي تهدي الأجيال المتعاقبة، هم كنز لا يُقدّر بثمن، فخبرتهم المتراكمة ومعرفتهم الواسعة، هي الأساس الذي تبنى عليه جامعاتنا حاضرها ومستقبلها. وعلى الجانب الآخر، يمثل شباب المعيدين والمدرسين المساعدين، طاقة متجددة، تضخ في شرايين الجامعة دماءً جديدة، محملةً بأفكار خلاقة، وحماس لا ينضب، تدفع عجلة التطور والابتكار إلى الأمام.
إن العلاقة بين هذين الجيلين، يجب أن تقوم على أسس متينة من الاحترام المتبادل والتعاون البنّاء؛ فالأساتذة الكبار، يمدون يد العون للشباب، يرشدونهم بخبرتهم، ويشاركونهم أسرار المهنة. والشباب، بدورهم، ينهلون من هذا المعين الذي لا ينضب، ويضيفون إليه لمساتهم الإبداعية، ليصنعوا معًا مزيجًا فريدًا من الحكمة والطموح. فالجامعة، ليست مجرد مكان للعمل، بل هي ساحة للتعلم المستمر، وتبادل الخبرات، حيث يتعلم الأساتذة من حيوية طلابهم، ويتعلم الطلاب من حكمة أساتذتهم، فينمو الجميع معًا.
إن أعضاء هيئة التدريس، ليسوا مجرد موظفين يؤدون واجباتهم، بل هم قدوة حسنة لطلابهم، ليس فقط في مجال العلم والمعرفة، بل وفي الأخلاق والقيم النبيلة، فهم من يغرسون في نفوس الأجيال القادمة حب الوطن، والمسئولية المجتمعية، والرغبة في خدمة الوطن. لذا، فإن الاحترام، يجب أن يكون السمة الغالبة على العلاقة بين جميع أفراد أسرة الجامعة، كبيرهم وصغيرهم. وأن نعمل معًا بروح الفريق الواحد، لنرتقي بجامعاتنا، ونجعلها منارات للعلم والمعرفة، ومصانع للأمل والمستقبل.