د.نانيس حامد تكتب | عيد الأم في رمضان ..احتفال روحاني

0

يحلّ علينا عيد الأم هذا العام بنكهة مختلفة، إذ يتزامن مع شهر رمضان المبارك، فيجمع بين قدسية الشهر الفضيل وعظمة الأمومة. في ظل هذه الأجواء الإيمانية، يصبح الاحتفاء بالأم أكثر عمقًا وتأثيرًا، حيث يمتزج الحب بالدعاء، والعطاء بالامتنان، وتتحول الهدايا التقليدية إلى لحظات دافئة مليئة بالبر والرحمة..
وعادةً ما يرتبط عيد الأم بالهدايا الفاخرة والاحتفالات الصاخبة، لكن هذا العام يأتي بطابع مختلف تمامًا. فمع أيام الصيام والعبادة، تصبح أبسط اللفتات أكثر تأثيرًا من أغلى الهدايا. أن تجتمع العائلة حول مائدة الإفطار، وتتبادل الضحكات والدعوات الصادقة، هو أعظم تكريم للأم، التي لطالما سهرت وتعبت لتصنع لهذه اللحظات سحرها الخاص.

وأصبح بدلًا من الهدايا المادية، قد يكون أعظم ما نقدمه للأم في هذا العيد هو لمسة حقيقية من الحب والاهتمام. إعداد وجبة إفطار مميزة تُغنيها عن عناء المطبخ، أو تخصيص يوم كامل لخدمتها وراحتها، أو حتى ختمة قرآن تُهدى لروحها، كلها طرق تحمل بين طياتها تقديرًا يفوق أي شيء آخر…
وفي هذا الشهر، حيث تُرفع الأعمال وتتفتح أبواب السماء، قد يكون الدعاء للأم هو الهدية الأغلى. دعوة صادقة بعد صلاة التراويح، أو كلمات شكر مكتوبة بخط اليد تُحفظ كذكرى خالدة، قد تكون أعظم ما تتلقاه الأم في هذا العيد الاستثنائي.

إذا كان رمضان يعلمنا الصبر والرحمة، فإن عيد الأم في ظلاله يعيد إلينا قيمة العطاء الحقيقي. ليس مجرد يوم نحتفل فيه بها، بل فرصة لنراجع علاقتنا بها، ونجعل البر بها عادة يومية لا ترتبط بتاريخ معين…
في النهاية، عيد الأم هذا العام ليس مجرد احتفال عابر، بل لحظة تأمل عميقة في حبٍ لم ولن يتكرر. رمضان يضفي عليه بعدًا روحانيًا، يجعل كل لفتة وكل دعوة بمثابة وسام على صدر كل أم، ويجعلنا ندرك أن أعظم الهدايا ليست تلك التي تُشترى، بل تلك التي تُشعرها بأنها القلب النابض للعائلة، والنور الذي لا ينطفئ

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.