أحمد حشيش يكتب | يوم اليتيم .. قيم الرحمة والتكافل

0

من المناسبات الانسانية الي بحتفل بها الشعب المصري هو “يوم اليتيم” حيث يحتفل المصريون في أول جمعة من شهر أبريل من كل عام بـ”يوم اليتيم”، وهي مناسبة اجتماعية تعكس اهتمام المجتمع بالأطفال الذين فقدوا سندهم الطبيعي في الحياة، وتسعى لتقديم الدعم المادي والمعنوي لهم. وتعود فكرة هذا اليوم إلى مبادرة أطلقتها جمعية الأورمان الخيرية عام 2004، لتتحول لاحقًا إلى تقليد وطني ومجتمعي واسع النطاق، يشارك فيه الملايين من المواطنين، إلى جانب المؤسسات الحكومية، والمدارس، والجامعات، والجمعيات الأهلية.
حيث يهدف هذا اليوم إلى تسليط الضوء على قضية الأيتام في مصر، ورفع الوعي المجتمعي بحقوقهم واحتياجاتهم، من خلال سلسلة من الأنشطة الترفيهية، والزيارات الميدانية، والحفلات، التي تهدف إلى إدخال السرور على قلوبهم، وتوفير لحظات من الدفء والحنان في حياتهم. وتُطلق خلال هذا اليوم حملات موسعة للكفالة والتبرعات، وتسعى العديد من الجهات إلى تنظيم فعاليات تنموية تهدف إلى دمج الأيتام بشكل فعّال في المجتمع.
ولكن الأهم من كل هذه المظاهر الاحتفالية، هو البُعد الإنساني الحقيقي لهذا اليوم، والذي يتمثل في تذكير المجتمع بأن اليتيم لا يحتاج فقط إلى مساعدة مالية، بل يحتاج قبل كل شيء إلى بيئة دافئة تحيطه بالحب والرعاية والاحترام. فكثير من الأطفال الأيتام يفتقدون الحنان أكثر مما يفتقدون الطعام أو المال، وقد تكون كلمة طيبة، أو حضن صادق، أكثر تأثيرًا من أي تبرع مادي.
والجدير بالذكر انه وفقًا لبعض التقديرات، يبلغ عدد الأطفال الأيتام في مصر عدة ملايين، وهو رقم يعكس حجم المسؤولية التي تقع على عاتق المجتمع. لذلك، فإن تخصيص يوم للاحتفال بهم لا ينبغي أن يكون مناسبة سنوية فقط، بل نقطة انطلاق لجهود مستمرة على مدار العام، تشمل تحسين جودة دور الرعاية، وتوفير فرص تعليم متكافئة، وتعزيز الدعم النفسي والاجتماعي لهؤلاء الأطفال.
إن قيم الرحمة والعطاء والتكافل التي يحث عليها الدين الإسلامي، وتؤكدها أيضًا القيم الإنسانية العالمية، يجب أن تكون الدافع الأساسي في تعاملنا مع هذه الفئة العزيزة من أبنائنا. فالمجتمع الذي يحسن رعاية الأيتام هو مجتمع أكثر تماسكًا وإنسانية، يبني مستقبله على أسس من العدالة والرحمة والتضامن.
في الختام، يمثل يوم اليتيم المصري رسالة متجددة لكل فرد في المجتمع بأن يكون جزءًا من منظومة الخير، وأن يسهم، ولو بالقليل، في صنع الفارق في حياة طفل فقد أحد أبويه. فاليتيم لا يحتاج فقط إلى مساعدة، بل إلى شعور بالانتماء، وإيمان بأنه ليس وحيدًا في هذا العالم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.