يعد العنصر البشرى المحرك الأساسى لكافة الأنشطة وجوهر عملية التطوير فهو العنصر القادر على تحقيق التغيير من خلال تنمية مهاراته ومعارفه وقدراته لمواكبة التطور الهائل فى شتى القطاعات وخاصة فى ظل مبادئ التنافسية بما يدفع بعجلة التنمية وهذا ما نستهدفه ونسعى اليه فى الجمهورية الجديدة .
و إنطلاقاً من كون الشباب الثروة الخلاقة والأهم فى أى مجتمع فهم قوة العمل وطاقة الانتاج التى لا تنضب والمحك الرئيسى الذى تقاس به درجة النجاح أو التعثر لأى تجربة تنموية على مستوى أى دولة فى العالم .
فالشباب علي وجه الخصوص إذا أحسن إعدادهم وتوجيههم والاستفادة منهم سوف يمثلون الطاقة الهائلة والقوي المحركة التي يمكنها أن تنهض بالأمم وخاصة من يتميزون بالقيادة والمبادرة والإبداع وتقبل المخاطرة والثقة بالنفس والإحساس بقيمة الوقت وترتيب الأولويات , لذلك يعد اكساب الشباب المهارات المختلفة هو مدخل للتعايش والتكيف والنجاح الذى نسعى اليه فى المجتمع ، كما أن إمتلاكهم لتلك المهارات يساعدهم على مواجهة التحديات العصرية وفي الوقت نفسه يمكنهم من أداء المطلوب منهم على أكمل وجه .
و إنطلاقاً مما يواجهه شباب اليوم من عقبات وصعاب فى مجتمع سريع التغير وشديد التنافسية يتطلب من الفرد السعى والتخطيط والتهيؤ للمستقبل وتعزيز وتطوير قدراته الداعمة للتنمية المهنية المستدامة بشكل دائم , بما يعود بالنفع على الشاب الذى يدخل سوق العمل ويرفع من مستوى أدائه ويقابل توقعات السوق بمستوى عالى من الكفاءة والفاعلية , لذا برزت أهمية تعزيز القدرات التنافسية للشباب الجامعى والتى تزيد من فرص الخريج فى سوق العمل وتجعله يفرض نفسه بقوة وثبات .
وذلك لأنها تعد مجمل ما يمتلكه الطالب الجامعى من مهارات وطاقات متنوعه أو ما هو مطالب أن يتزود بها والتى تساعده فى المحافظة على حصته الحالية من التعليم والتطوير والتدريب المتاح أمامه , وإقتناص تلك الفرص أثناء دراسته الجامعية , كما تساعده تلك القدرات أن ينمى من رصيده المستقبلى فى فرص العمل بصورة تحقق له التنمية المهنية المستدامة مستقبلاً , وتتنوع وتتعدد تلك القدرات ومنها القدرات الأكاديمية المتعلقة بتخصصه وطبيعة دراسته , والشخصية التى ترتبط بسماته الذاتية , أوالإجتماعية التى تشكل طبيعة علاقاته وتواصله مع المجتمع من حوله .
ومن هنا يبرز دور الجامعات فى تعزيز تلك القدرات لدى طلابها من خلال تفعيل وظائفها فى تأهيلهم بفاعلية الى سوق العمل وتحقيق الدور والمسئولية الاجتماعية لها فى هذا الصدد , والمشاركة في تحقيق مفهوم التنافسية بين الشباب بما يسهم فى خلق مستقبل أفضل لهم وحل بعض المشكلات التي يعاني منها المجتمع مثل البطالة .
لذا تعد القدرات التنافسية التى يمتلكها طلابنا اليوم هى مفتاح السر الذى يشكل فرصهم فى الحياة غداً , وما يستطيعون تحقيقه من أهداف ومكتسبات مستقبلاً فى سوق العمل , لذا من الهام أن يهتم القائمين على أمر الجامعات بأليات وإجراءات عملية تمكنهم من جعل الجامعات مركزاً رائداً لتعزيز القدرات التنافسية لدى طلابها وذلك استثماراً لرأس المال الفكري والقيمي لديهم وبناء كوادر حقيقية تشارك فى تشييد مجتمع قوى وآمن يسير بخطى ثابته نحو جمهوريتنا الجديدة .