أحمد الألفي يكتب | الشباب بين التكنولوچيا والمستقبل

0

في عالم يتغير بسرعة مذهلة، أصبحت التكنولوجيا محورًا رئيسيًا في حياة الشباب. من الهواتف الذكية إلى الواقع الافتراضي، ومن مواقع التواصل الاجتماعي إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي، لم تعد التكنولوجيا مجرد أدوات يستخدمها الشباب، بل أصبحت جزءًا من تكوينهم الثقافي والاجتماعي، بل وحتى النفسي.
الشباب اليوم هم أكثر فئة عمرية تفاعلاً مع التكنولوجيا، فهم يولدون ويتربّون في بيئة رقمية، يتعلّمون من خلالها، ويعملون بفضلها، ويتواصلون عبرها، بل ويعبّرون عن أنفسهم بوساطتها. وفّرت التكنولوجيا فرصًا غير محدودة للشباب: فرص للتعليم الذاتي عبر الدورات الإلكترونية، فرص للعمل عن بعد، ومجالات واسعة للإبداع الرقمي، مثل صناعة المحتوى والتصميم والتطوير البرمجي.
لكن هذه الثورة الرقمية، على الرغم من بريقها، لا تخلو من التحديات. فالإفراط في استخدام التكنولوجيا قد يؤدي إلى مشاكل في التركيز، وعزلة اجتماعية، وإدمان على الألعاب أو وسائل التواصل، بل وقد يؤثر على الصحة النفسية للشباب. كما أن بيئة الإنترنت الواسعة قد تكون سلاحًا ذا حدّين، إذ يمكن أن يتعرض فيها الشباب للتضليل أو التنمّر الإلكتروني أو استغلال البيانات.
لهذا، فإن المطلوب اليوم هو تمكين الشباب من استخدام التكنولوجيا بوعي وذكاء. وهذا لا يكون إلا من خلال التوعية المستمرة في البيوت والمدارس والجامعات، وتوفير برامج تدريبية تصقل المهارات الرقمية وتُنمّي التفكير النقدي. كما يجب على المؤسسات الحكومية والمجتمعية أن تعمل على خلق محتوى رقمي هادف، وأن تدعم المبادرات الشبابية في مجال الابتكار التكنولوجي وريادة الأعمال.
لقد غيّرت التكنولوجيا طريقة تفكير الشباب، وأعادت تشكيل طموحاتهم، وجعلت من العالم مساحة مفتوحة لا تحدّها الجغرافيا. لكن يبقى السؤال: كيف يمكن لشباب اليوم أن يقودوا المستقبل باستخدام هذه الأدوات؟ الإجابة تبدأ من الوعي، وتنتهي بالإبداع. فجيل اليوم ليس مجرد مستخدم للتكنولوجيا، بل هو صانع لمستقبلها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.