محمد الكاشف يكتب | رجال ٣٠ من يونيو

0

إن اليوم يهل علينا ذكري التأسيس السابعة علي تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، الذي لطالما كان حلما يراود جيلا
كاملا د، والجديد بالذكر‌‌ أن الفكرة لم تكن وليدة اللحظة‌ ‌(تمكين الشباب)، ولكن كانت من أهداف جيل عام ‌‌١٩٥‌‌م‌‌ ‌‌وبالفعل‌ قد أسس “الزعيم الراحل جمال عبدالناصر”، “التنظيم الطليعي” بعد أن قام بحل جميع الأحزاب السياسية التي كانت‌
معظمها موالية للأسرة العلوية الحاكمة‌‌ ‌‌آنذاك (أسرة محمد علي)، وأراد “ناصر” لهذا الجيل أن يصنع قراره ولكن‌ آنذاك لم تكن المنطقة مستقرة سياسيا وعسكريا، ما جعله منشغلا أكثر بملف الخارج و”القومية العربية”، ودعم ثورات‌
التحرير بالوطن العربي، وكان معظم قادتها من الشباب حينها، وعلي سبيل المثال “العقيد معمر القذافي ” قائد ثورة‌ تحرير ليبيا، حينما تولي الحكم، كان يبلغ من العمر ‌‌٢٧‌ عاما، وكان يعد أقدم حاكما عربيا أنذاك‌‌ ‌‌إلى أن أتت عاصفة‌
الربيع العربي وعصفت بعروش حكام وطننا العربي، ولكن بسبب إنشغال “ناصر ” بالخارج شكل تأثيرا واضحا
بالداخل، و مما لا شك فيه أنه لم يحظ بالإهتمام والتمكين الكافي، والدعم من الدولة آنذاك، ولم يوفق لحدوث أزمات‌ للدولة حينها من نكسة ثم هزيمة، ثم الفناء بفناء “عبدالناصر” وعاشت السياسة عهدا جديداً بمجيئ‌‌ ‌‌”أنور السادات”‌، الذي أعاد الحياة الحزبية للنور بإفراجه عن جميع المُعتقلين السياسيين والإسلاميين، وفتح باب الحريات، وبعد‌‌ ‌”نصر‌
أكتوبر “، أراد تسليم الراية لهذا الجيل خلفا لجيل عام ‌‌١٩٥٢‌‌م وعلي هذا الإثر أدي‌ ‌”النائب حسني مبارك ” اليمين‌ الدستورية أمام‌ ‌”أنور السادات”‌‌ ‌‌خلفا “للنائب حسين الشافعي”، آخر رجال جيل عام ‌‌١٩٥٢‌‌م، وعقب إستشهاد‌ “السادات” بذكري انتصار أكتوبر على يد الإسلاميين الذين قد حررهم بالأمس القريب غدرا، وها هنا يكتب التاريخ‌
أولى صفحاته لتولي”جيل أكتوبر” علي عاتقه مسئولية الوطن وبعد ثلاثة عقود قد مضت من حكم‌‌ ‌‌”المخلوع حسني‌ مبارك”، قد أتت رياح ثورة يناير العاتية التي أطاحت بعرشه الذي دام لعقود، ولم يكن ليخطر‌‌ ‌‌على قلب بشرٍ بأن مجرد‌
شبابٍ حالمين بغد ووطنٍ أفضل للجميع بقلع جذور المحسوبية والفساد‌‌، ‌‌ولكن أتت الرياح بما لا تشتهي‌‌ ‌‌”سفينة‌ الثورة” بصعود‌ ‌جماعة الإخوان المسلمين على أكتاف الثوار والوصول لسدة الحكم، ولكن يأتي جيلُ جديد من‌ الشباب، ليعيد إحياء مبادئ ثورة يناير المجيدة، ألا وهم جيل ثورة ‌‌٣٠‌‌ من يونيو الذين بفضلهم عاد الوطن لأبنائه‌
المخلصين، وفي عام ‌‌٢٠١٨‌، قد خرج من رحم ثورة ‌‌٣٠‌‌ من يونيو فكرة “تأسيس تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين”‌،
ولطالما كنا أساسا وميزانا ‌‌من ذهب، لتحقيق العدل ونبراسا يضئ طريق الوطن‌‌‌‌، ومن هنا يأتي في أذهاننا، هل‌ ستكون لجيل شباب ثورة ‌‌٣٠‌ من يونيو، نصيب، ليحظي بمنصب نائب الرئيس؟ طبقا لما ورد في المادة رقم ‌‌١٤٤‌ من‌
الدستور المصري‌‌.
وجديرا بالذِكر قد عملت “التنسيقية” على إعداد وتأهيل أعضائها للمناصب الحكومية، وثقل‌
مهارات أعضائها للتمثيل النيابي بغرفتيه (البرلمان والشيوخ)، وعملت أيضا منذ نشأتها على أبرز الملفات والقضايا‌ وكان من أهمها، “إعادة إحياء بلاد الذهب” بزيارة وفد من “التنسيقية” للنوبة والتي كانت تعد الأولى والفريدة من‌
نوعها لأول كيان سياسي عقب زيارة الضباط الأحرار بقيادة الرئيس الراحل “اللواء محمد نجيب”، حيث كانت الزيارة‌ عقب فوز “نواب التنسيقية” بانتخابات مجلس النواب والشيوخ في عام ‌‌٢٠٢٠‌‌م بطلب من “محمد الكاشف”، عضو‌
تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين بعد تهميش قد دام لأكثر من خمسين عاما وعلي إثر هذه الزيارة، دخلت “النوبة”‌
ضمن المبادرة الرئاسية “حياة كريمة”، لإعادة تعميرها، وتحقيق نهضة عمرانية بها، وتمكين الشباب فيها، لينعم أهلها‌ جميعا بالرقي والإزدهار والشعور بأنهم جزء أصيل من هذا الوطن، وأننا “حراس البوابة الجنوبية” للدولة المصرية‌
كسابق عهدنا‌‌. ‌والجدير بالذكر أن “التنسيقية”، هي من أول من نادت بالحوار المجتمعي وعلي إثرها قد تبنت الدولة‌ فكرة “الحوار الوطني” الذي قد اجتمع عليه جميع ممثلي المجتمع المصري‌‌ ‌من “سياسيين ومثقفين‌ واقتصاديين” متجردين من أي منفعة شخصية، وهذا ما كانت تتبناه “التنسيقية “منذ تأسيسها ألا وهي “طاولة الحوار‌ السياسيي “بغض النظر سواء كُنا” مؤيدين أو معارضين “في سبيل الحفاظ علي لُحمة الوطن، وبهذه المناسبة‌‌ العطرة نحتفل اليوم بذكري التأسيس السابعة، نجدد العهد والوعد‌‌ لشعبنا بمواصلة أسمى معارك الدبلوماسية والسياسة،‌
مستلهمين روح ثورتي ‌‌٢٥‌ من يناير و‌‌٣٠‌ من يونيو، فنزداد يقينا بأننا لم نكن مجرد عابرين، بل صُناع أثر‌‌ ‌‌في سماء‌ القاهرة نحفر أسماءنا بحروف من نور في سجل الوطن بحبر المسئولية، ونخطُ مستقبله بروح جيل أكتوبر المُحارب في‌ الساحة السياسية، نمد چسور الحوار بين الأقطاب السياسية المختلفة ُمستلهمين عزيمة جيلَيْ ‌‌٢٥‌ يناير، و‌‌٣٠‌ يونيو‌، سنظل نقاتل بالكلمة والموقف، لإيماننا بأن الاختلاف في الرأي لا يفسد للوطن قضية، وأن الإيمان بالحلم يصيغ‌
الحاضر، ويصنع المستقبل، الذي لا يُمنح بل يُنتزع بالعزيمة. واليوم، ونحن نخطو نحو مرحلة جديدة، حاملين راية‌ الأمل، ومدركين أن الأوطان تُبنى بالعقول المستنيرة، والسواعد التي لا تعرف الكلل، وهذه ليست محطة النهاية، بل‌ بداية أخرى، نمضي فيها بثبات‌‌ ‌‌نستمد قوتنا وعزيمتنا‌‌ ‌‌من ثورتين خالدتين.. تحت سماء القاهرة، نكتب فصول‌
المجد بأيدينا، ‌‌ونرسم ملامح الغد بأحلامنا، وأفعالنا وعزيمتنا‌‌، ‌‌التي‌‌ ‌لم ولن تسقط أبدا بالتقادم.
‌‌وختاما، فإننا على العهد‌
والوعد ما حيينا حتي نواري الثري، ويرث الله الأرض وما عليها..
وبمناسبة هذه الذكري العطرة، نبدأ جيلا جديدا نستلم فيه الراية من جيل أكتوبر‌‌ ‌‌في حضرة الجمهورية الجديدة، كما‌
حمل جيل أكتوبر الراية سابقا من جيل رجال ثورة عام ‌‌١٩٥٢‌.
فسلاما علي من صنعوا الفكرة وعلى من آمنوا بها وأحيوا الأمل فينا، وأول ما تعلمناه من هذه ‌‌”المؤسسة الوطنية”، هو التجرد، وأن الوطن باقٍ، ونحن الأشخاصُ زائلون.
حفظ الله مصر وشعبها الأبيّ العظيم‌.
عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.