د.سماح ضرغام تكتب | الأسلحة النووية بين السلم والتهديد

0

الأسلحة النووية بين الاستخدام السلمى والتهديد النووى
د.سماح ضرغام

الأسلحة النووية‌ واحدة من اكثر الأسلحة تدميراً في العالم وهي أخطر أسلحة على وجه الأرض حيث تدمر‌
وتؤثر علي البيئة الطبيعية فهى تسبب تلوث اشعاعياً طويل الأمد يؤثر علي صحة الانسان والبيئة لعدة‌
أجيال قادمة كما يمكن أن يكون تأثيرها كارثياً ، فهي تسبب تلوثاً اشعاعياً يحُدث تلوثاً طويل الأمد للتربة‌
والمياه والهواء ويؤثر علي صحة الانسان والحياة البرية ، كما يدمر النظم البيئية والغابات والمناطق‌
الطبيعية وبالتالي يؤثر علي التنوع البيولوجي فهي تعتبر تهديداً كبيراً للبيئة الطبيعية كما إن إنتاج الأسلحة‌
النووية أمر معقد للغاية يتطلب تكنولوجيا متقدمة وموارد كبيرة حيث لابد من الحصول علي المواد النووية‌
كاليورانيوم المخُصب الذي يستخدم كوقود نووي وكذلك البلوتونيوم الذي ينتج من خلال تعريض‌
اليورانيوم 238 للإشعاع في مفاعلات نووية ثم تنتقل بعد ذلك لتصميم القنبلة النووية الذي يتضمن تصميماً‌
داخلياً ( من خلال تحديد كيفية تجميع المواد النووية وتحضير التفاعل النووي المتسلسل ) وكذلك تصميماً‌
خارجياً ( يشمل تصميم الهيكل الخارجي للقنبلة النووية بما في ذلك المواد المستخدمة والشكل النهائي ) ، ثم‌
يبدأ بعد ذلك تجميع المواد النووية ثم اختبارات نووية لتقييم فعالية القنبلة النووية وضمان أنها تعمل كما مو‌
متوقع ثم تبدأ مرحلة الإنتاج والتصنيع ، وقد تريد بعض الدول تطوير الأسلحة النووية لكن الامر صعب‌
بسبب القواعد الدولية التي تهدف الى منع انتشار الأسلحة النووية وتقييد تطويرها ‌مثل :
– ‌معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية‌ NPT ‌وتعزيز السلاح النووي وتسهيل الاستخدام السلمي‌
للطاقة النووية وتضم هذه المعاهدة معظم دول العالم وتلزم الدول غير النووية بعدم تطويرها وحيازة‌
الأسلحة النووية ‌.
-معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية (‌CTBT ‌) التي تهدف إلى حظر جميع أنواع التجارب النووية‌
بما في ذلك التجارب تحت الأرض والجوية والبحرية والفضائية وتساهم في تقليل تطوير الأسلحة‌
النووية وتعزيز الاستقرار النووي العالمي .
-وكالة الطاقة الذرية الدولية ( IAEA ) : ‌التي تعمل علي تعزيز الاستخدامات السلمية للطاقة‌
النووية وضمان عدم تحويل المواد النووية الى أسلحة نووية وتقوم الوكالة بعملسات تفتيش على‌
المنشأت النووية في الدول الأعضاء لضمان الامتثال للمعايير والاتفاقيات النووية واتفاقيات إقليمية‌
بمناطق خالية من الأسلحة النووية حيث تم إعلان عدة مناطق حول العالم كمناطق خالية من الأسلحة‌
النووية مثل معاهدة ” تلاتيلولكو” في أمريكا اللاتينية والكاريبي .‌

وهنا نجد أن القواعد الدولية تلعب دوراً مهماً في منع انتشار الأسلحة النووية وتقييد تطويرها حيث يسعي‌
المجتمع الدولي الى تعزيز الاستقرار النووي وضمان استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية مثل توليد‌
الكهرباء كما في فرنسا واليابان ، والطب كما في الولايات المتحدة ومصر حيث تستخدم مصر التقنيات‌
النووية في الطب النووي لعلاج الامراض السرطانية وتشخيص الامراض المختلفة والزراعة كما في‌
الهند والفلبين ، والصناعة كما في كندا وجنوب افريقيا ، والبحث العلمي كما في سويسرا والبرازيل .‌
وهناك عدة دول تمتلك أسلحة نووية وتستخدمها كجزء من استراتيجيتها العسكرية :‌
∙كالولايات المتحدة الامريكية التي استخدمت القنابل النووية في الحرب العالمية الثانية ( قنلتي‌
هيروشيما وناجازاكي )وكذلك تمتلك ترسانة نووية كبيرة وتعتبر واحدة من القوي النووية العظمي .
∙روسيا ( الاتحاد الوفيتي سابقاً ) : حيث أجرت أول اختبار نووي لها عام 1949 وتمتلك ترسانة نووية‌
كبيرة وتعتبر وحدة من القوي النووية العظمي .‌
∙الصين : حيث أجرت اول اختبار نووي لها عام 1964 وتمتلك ترسانة نووية متوسطة الحجم وتعتبر‌
من القوي النووية العظمي الصاعدة .‌
∙فرنسا : حيث أجرت أول اختبار نووي لها علي عام 1960 وتمتلك ترسانة نووية مستقلة وتعتبر من‌
القوي النووية العظمي .
∙المملكة المتحدة : حيث أجرت اول اختبار نووي لها عام 1952 وتمتلك تراسنة نووية وتعد واحدة من‌
القوي النووية العظمي‌
∙الهند : حيث أجرت اول اختبار نووي لها عام 1974 وتمتلك ترسانة نووية وتعد واحدة من القوي‌
النووية العظمي‌
∙باكستان : حث أجرت اول اختبار نووي لها في عام 1998 وتمتلك ترسانة قوية وتعد من القوي النووية‌
العظمي .
∙كوريا الشمالية : حيث أجرت عدة اختبارات نووية في أعوام ” 2006 ، 2009 ، 2013 ، 2016 ،‌
2017 ” ، ويعتقد أن كوريا الشمالية تمتلك ترسانة نووية صغيرة ويثير برنامجها النووى قلقاً دولياً‌
كبيراً .
فهذه الدول سالفة الذكر تمتلك ترسانة نووية وتستخدم الأسلحة النووية كجزء من استراتيجتها العسكرية‌
حيث يشير استخداماتها العديد من المخاوف بشأن السلامة والأمن النووي العالمي ولذلك يجب العمل علي‌
تجنب استخدام هذه الأسلحة وضمان استقرار نووي عالمي وكذلك تعزيز الوعي بمخاطر الأسلحة النووية‌
والعمل علي إيجاد حلول سلمية للنزاعات الدولية كالحوار والتفاوض وأن يكون هناك تواصل مفتوح بين‌
الأطراف المتنازعة وكذلك ضرورة وجود وسطاء ومحاديين لتسهيل الحوار بين الأطراف المتنازعة ولابد‌
من وجود مفاوضات ثنائية ومباشرة ومفاوضات متعددة الأطراف ولحل النزاعات المعقدة أو اللجوء الى‌
القانون الدولي لحل النزاعات بشكل سلمي أو تقديم القضايا لمحكمة العدل الدولية للحصول علي حكم ملزم .‌
ومن هنا نجد أن إيجاد حلول سلمية للنزاعات الدولية يتطلب جهود مشتركة وتعاوناً بين جميع الأطراف‌
المعنية من خلال الحوار والتفاوض واللجوء للقانون الدولي لتعزيز الاستقرار والسلم العالمي ، ونهابة تظل‌
الأسلحة النووية سلاحاً ذو حدين فهي تمثل قوة هائلة يمكن أن تغير مسار التاريخ ولكنها أيضا تحمل في‌
طياتها دمارا شاملاً يمكن أن يهدد الحياة علي الأرض ، إن صناعة القنبلة النووية واستخداماتها بثيران‌
العديد من التساؤلات حول الاخلاق والمسؤؤلية ويجعلاننا نعيد التفكير في مفهوم القوة والامن في العالم‌
الحديث .‌
بينما يمكن أن تستخدم الأسلحة النووية كوسيلة للردع وتحقيق التوازن الاستراتيجي فإنها أيضاً تشكل تهديداً‌
كبيراً للسلام العالمي والأمن الإنساني لذلك يجب أن نعمل جميعاً علي تعزيز الجهود الرامية إلى نزع‌
السلاح النووي من خلال التفاوض والتعاون الدولي .
ولذلك يجب أن ندرك أن الأسلحة النووية ليست الحل بل يجب أن نسعي إلى بناء عالم أكثر امانا واستقراراً‌
من خلال الحوار والتفاهم والتعاون السلمي .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.