أحمد ياسر الكومي يكتب | قمة آلاسكا.. مفترق طرق

0

وصف اللقاء المهم بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتن والذي عقد في ” قاعدة إلمندورف ” بأنه خطوة بناءة ومثمرة نحو السلام في الحرب الأوكرانية.

ولكن في ظل عدم وجود توصل إلي وقف إطلاق النار ، فإن الاجتماع الذي استمر قرابة ثلاث ساعات بين الزعيمين

ويكتسب مكان انعقاد القمة أهمية رمزية، إذ يعود تاريخ قاعدة إلمندورف الواقعة قرب أنكوريج، كبرى مدن ألاسكا، إلى مطلع الأربعينيات من القرن الماضي.

وأدت القاعدة في البداية دورا حاسما في العمليات العسكرية الأميركية ضد اليابان خلال الحرب العالمية الثانية، لكن نشاطها بلغ ذروته بعد عام 1945 وحقبة الحرب الباردة بين الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة.
رأت صحيفة”The New York Times” أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حقق انتصاراً حتى قبل وصوله إلى الولايات المتحدة. فبعد سنوات من نبذه من قبل الغرب، عاد إلى الأراضي الأميركية لأول مرة منذ عقد، حيث استقبلته طائرات مقاتلة أميركية، وسجادة حمراء، وجولة في سيارة دونالد ترامب المدرعة المسمّاة “الوحش”. وحقق بوتين انتصاراً آخر عند اختتام القمة، وفق الصحيفة، مغادراً الولايات المتحدة دون تقديم أي تنازلات كبيرة، ومحافظاً على علاقة وطيدة مع ترامب. ورغم إحباطه من بوتين الذي عبّر عنه ترامب مراراً، إلا أنه لم يبدِ أي تلميح إلى الأمر في ألاسكا، قائلاً: “كانت لدي دائماً علاقة رائعة مع الرئيس بوتين، مع فلاديمير”.
عندما بدأت التحضيرات السريعة للقمة التاريخية في ألاسكا، تساءل بعض المراقبين عمّا إذا كان، نظراً لقرب الولاية من روسيا بأقل من 60 ميلاً، سيقوم ترامب بزيارة رمزية إلى البلد المجاور، لكن ذلك لم يحدث. ومع ذلك، أشار شخص مقرّب من ترامب قبل أيام من الرحلة، وفق الصحيفة، إلى أن زيارة لموسكو قد تكون ممكنة في المستقبل. لذا، ربما لم يكن الأمر مجرد مزحة عندما اقترح بوتين، في اللحظات الأخيرة على المنصة، أن يلتقي الزعيمان مجدداً في عاصمة بلاده.

وبدا ترامب متقبّلاً للفكرة قائلاً: “هذا اقتراح مثير للاهتمام”، مضيفاً: “لا أعلم، سأتعرّض لبعض الانتقادات بشأنه، لكن يمكنني أن أرى إمكانية حدوثه”. وآخر مرة زار فيها رئيس أميركي روسيا، كانت عام 2013 عندما شارك الرئيس السابق أوباما في قمة مجموعة العشرين في سانت بطرسبرج

وكان ذلك العام أيضاً آخر مرة زار فيها ترامب روسيا، عندما سافر لاستضافة مسابقة ملكة جمال الكون. وقبيل المسابقة، سعى ترامب للترويج للحدث، حيث نشر على وسائل التواصل الاجتماعي: “هل تعتقدون أن بوتين سيحضر مسابقة ملكة جمال الكون في نوفمبر بموسكو؟ وإذا فعل، هل سيصبح صديقي المقرّب الجديد؟”. ولم يحضر بوتين، وفق الصحيفة، لكنه أرسل هدية على ما يُقال
ظلّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، يراقب القمة عبر التلفزيون مع بقية العالم، دون أن تتم دعوته إليها، رغم أن ترامب قال إنه سيتصل به وبقادة حلف شمال الأطلسي (NATO) بعد مغادرته ألاسكا ليزودهم بتقرير عن اجتماعه. وفي مقابلة مع “FOX NEWS” بعد الاجتماع، أصرّ ترامب على اعتقاده بإمكانية حدوث اجتماع بين زيلينسكي وبوتين، وقد يشارك فيه بنفسه أيضاً

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.