إسلام عبد الرحيم يكتب | المتحف المصري الكبير

0

المتحف المصري الكبير.. أيقونة حضارية

إسلام عبد الرحيم

من قلب الجيزة، وعلى بعد خطوات من أهرامات مصر العظيمة، ينهض “المتحف المصري الكبير” كأكبر متحف أثري مخصص لحضارة واحدة في العالم، ليصبح رمزًا عالميًا جديدًا في تاريخ الثقافة والمتاحف، وشاهدًا حيًا على عبقرية المصري القديم وروعة الحضارة المصرية التي لا تزال تدهش البشرية حتى اليوم.

موقع استراتيجي بين الماضي والحاضر

يقع المتحف على مساحة تتجاوز 500 ألف متر مربع بالقرب من هضبة الأهرامات، مما يمنح الزائر تجربة استثنائية تجمع بين عبق التاريخ وروح المعاصرة. يتيح الموقع الفريد للزائرين أن يعيشوا رحلة متكاملة تبدأ من حضارة عمرها آلاف السنين، وتنتهي بتقنيات عرض متحفي تُعد الأحدث عالميًا.

كنوز لا تُقدَّر بثمن

يضم المتحف أكثر من 100 ألف قطعة أثرية، من بينها المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون، والتي تُعرض للمرة الأولى في مكان واحد منذ اكتشافها عام 1922، في قاعات مُصممة خصيصًا لعرض الكنوز بما يليق بقيمتها التاريخية والفنية.

كما يشمل المتحف تماثيل ضخمة، ونصوص فرعونية، وأدوات حياتية، ومومياوات ملكية، وقاعات عرض مخصصة للعصر اليوناني الروماني، والمتحف المخصص للأطفال، ما يجعله تجربة غنية لكافة الفئات العمرية.

هندسة معمارية تأسر العيون

الواجهة الأمامية للمتحف، المصنوعة من الألمنيوم والحجر الرملي، تُحاكي نقوش الحضارة الفرعونية بلغة تصميم معاصرة، بينما تتخلل المساحات الداخلية نور الشمس لتُضفي على القطع الأثرية روحًا جديدة تتناغم مع عبق الماضي. كما يستقبل الزائر من المدخل تمثال ضخم للملك رمسيس الثاني، في رسالة رمزية عن عظمة التاريخ المصري.

مركز عالمي للثقافة والتعليم

لا يقتصر دور المتحف على العرض فقط، بل يمتد ليكون مركزًا علميًا للبحث والترميم، ويحتضن معامل متقدمة لصيانة الآثار، إضافة إلى مركز للمؤتمرات، وقاعات للعروض الثقافية والفنية، مما يجعله منصة عالمية لتبادل المعرفة والحوار الثقافي.

رسالة حضارية للعالم

المتحف المصري الكبير ليس مجرد مشروع أثري ضخم، بل هو رسالة حضارية من مصر إلى العالم، تؤكد من خلالها على ريادتها الثقافية، وعلى أن حضارتها ليست فقط ماضيًا يُدرَّس، بل حاضرٌ يُحتفى به، ومستقبلٌ يُستثمر فيه.

ومع قرب الافتتاح الرسمي المنتظر، تتحول أنظار العالم إلى هذا الصرح، الذي يُتوقع أن يكون من أبرز الوجهات الثقافية والسياحية في القرن الحادي والعشرين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.