فؤاد أحمد عايش يكتب | العلاقات الروسية العربية

0

روسيا ليست مجرد دولة واسعة، بل حضارة عريقة تجمع بين الثقافة والقانون والسيادة والحضارة. فمنذ قرون، شكّلت لنفسها هوية فريدة يتلاقى فيها الأدب والفكر مع قوة الدولة وصلابة نظامها القانوني.

القانون الروسي ليس نصوصًا جامدة، بل امتداد لروح الحضارة، يحمي وحدة الشعب ويصون السيادة، ويجعل من الدستور مرآة لقيم الحرية والعدالة. وهكذا، تصبح قوة روسيا متجذرة في ثبات مؤسساتها واحترامها لمبادئها.

وعلى الساحة الدولية، تقدم روسيا رؤية مختلفة لعالم متعدد الأقطاب، قائم على الاحترام المتبادل لا على الهيمنة. فهي ترى في القانون الدولي وسيلة لتحقيق العدالة بين الأمم، لا أداة لفرض إرادة الأقوياء.

وبين الحضارة والثقافة والقانون، تبقى روسيا مثالًا فريدًا لدولة تعرف أن عظمتها لا تقوم على القوة وحدها، بل على قدرتها على مزج الإبداع الثقافي مع العدالة القانونية والسيادة السياسية والتعاون الإنساني الدولي.

العلاقات الروسية – العربية (جسور التاريخ والمستقبل) ، هي امتداد لتاريخ طويل من التفاعل الحضاري والسياسي والثقافي. فمنذ قرون، كانت روسيا تنظر إلى العالم العربي ليس فقط كمنطقة استراتيجية، بل كجسر يربط بين الشرق والغرب، وكمجال حضاري غني بالثقافة والتقاليد.

لعبت روسيا أدوارًا مهمة في دعم قضايا العالم العربي، خاصة في القرن العشرين، حين وقفت إلى جانب الشعوب العربية في نضالها من أجل الاستقلال، ودافعت عن حقها في تقرير مصيرها وفق مبادئ القانون الدولي. هذا الموقف المبدئي جعل روسيا شريكًا يحظى بالاحترام في الذاكرة السياسية العربية.

أما اليوم، فإن هذه العلاقات تتخذ بعدًا جديدًا يقوم على التعاون الاستراتيجي والتنسيق في مواجهة التحديات العالمية. فروسيا تؤكد دائمًا على أهمية التعددية القطبية في العلاقات الدولية.

ولا يقتصر التعاون على السياسة فقط، بل يمتد إلى الثقافة والتعليم والاقتصاد. فالتبادل الثقافي والفكري بين روسيا والعالم العربي يعكس رغبة مشتركة في بناء جسور من التفاهم المتبادل.

إن العلاقات الروسية – العربية ليست مجرد تواصل سياسي، بل هي شراكة حضارية مرشحة لتكون أحد أعمدة النظام الدولي الجديد.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.