د.سماح شوقي تكتب | المتحف.. مصر إلي الواجهة

0

يُعدّ المتحف المصري الكبير أحد أكبر المتاحف العالمية وأبرزها، حيث يجمع بين جدرانه كنوزاً أثرية فريدة تعكس تاريخاً فرعونياً يعود لآلاف السنين، مما يجعل مصر في مصاف الدول السياحية العالمية، ويعيد ترتيبها تاريخياً وحضارياً كدولة متفردة بامتلاك أكبر المتاحف التاريخية والأثرية. وقد أشار الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى أنه “يمثل نقلة نوعية في مجال الثقافة والسياحة، وأكبر متحف متخصص لحضارة واحدة في العالم”.
يتميز المتحف المصري الكبير بموقع استراتيجي وحيوي وراقٍ، حيث يقع على طريق القاهرة الإسكندرية الصحراوي، تحديداً على هضبة الأهرام بمحافظة الجيزة، على بُعد 2 كيلومتر من أهرامات الجيزة الثلاثة. وتبلغ مساحته الإجمالية حوالي 117 فداناً، أي ما يعادل مليون متر مربع، ويتسع لاستقبال أكثر من خمسة ملايين زائر سنوياً، ويضم أكثر من مائة ألف قطعة أثرية.
بوابة للتنمية الاقتصادية والسياحية
يسهم المتحف المصري الكبير في تحفيز الاقتصاد المحلي عن طريق توفير العملة الصعبة نتيجة ازدياد نشاط الحركة السياحية، نظرًا لتوافد أعداد هائلة من السياح من مختلف دول العالم لزيارة المتحف. بالإضافة إلى خلق العديد من فرص العمل في مجالات مختلفة، حيث يسهم في زيادة أعداد السياح من مختلف دول العالم، مما يجعل الفنادق والمطاعم وشركات السياحة والنقل في حاجة مستمرة إلى كوادر مؤهلة. كما يعمل على تشغيل العديد من الأثريين وخريجي مجالات الترجمة والإرشاد السياحي والاستقبال وغيرهم كثير. علاوة على ذلك، هناك حاجة إلى متخصصي الدعاية والتسويق للترويج المستمر للمتحف و إلقاء الضوء على أهميته التاريخية الهامة. كما يسهم في خلق حالة نشاط عارمة من خلال تدريبات دائمة ومستمرة للشباب العاملين بالمتحف. بالإضافة إلى توفير فرص عمل لأصحاب الحرف والمشغولات نتيجة للطلب على المنتجات الحرفية التراثية.
صرح ثقافي يعزز الهوية المصرية
يسهم المتحف المصري الكبير في الحفاظ على تراثنا الفرعوني المصري وحضارتنا وثقافتنا التاريخية ونشرها إلى العالم، حيث يتضمن آثاراً فريدة تجسد تاريخ الحضارة الفرعونية، مثل قناع توت عنخ آمون الذهبي ومجموعة كنوزه، وتمثال رمسيس الثاني، ومومياء الملك رمسيس الأول، وتمثال الكاتب الجالس، ولوحة نارمر، ومراكب الشمس، والمسلة المعلقة.
كما أنه صرحاً هائلاً لاكتشاف تاريخنا المضيء وفهمه فهماً عميقاًوالاعتزاز والفخر به. ويتيح فرصة الانفتاح على الثقافات الأخرى وفهم الآخر وتقبله ورسم ملامح هويتنا لديه من خلال التعرف على تاريخ أجدادنا وآثارنا، بما تحمله من تاريخ يرسم تلك الهوية، مما يساعد في تعزيز المعرفة والفهم العميق للحضارة المصرية ويجسد هويتها. كما يسهم في خلق حوار فكري وثقافي متبادل بين الدولة المصرية وجميع دول العالم، مما يعزز العلاقات بيننا وبين الدول الأخرى في شتى المناحي المختلفة، بما فيها الناحية السياسية والعلمية.
نجد كثيرًا من راغبي دراسة واستكشاف ذلك التاريخ الفرعوني المُبهر من خلال دراسة آثاره الفريدة وفك طلاسمها وما حولها من حقبة تاريخية وثقافية واجتماعية وسياسية، ووثائقه التاريخية للوصول إلى فهم أعمق للحضارة المصرية.
وأخيراً؛ إنَّ المتحف المصري الكبير شاهد عيان على الحضارة المصرية العريقة، باعتباره صرحاً حضارياً ضخماً وسجلاً تاريخياً لحضارة من أقدم الحضارات في تاريخ البشرية. كما يمثل ورقة رابحة استراتيجية لمصر، من خلال تعزيزه للاقتصاد وحفاظه على التراث الحضاري والثقافي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.