محمد حوام يكتب | المتحف.. التاريخ بلغة المستقبل

0

في الأول من نوفمبر تتجه أنظار العالم نحو مصر لا لمجرد حدث ثقافي عابر بل لافتتاح يُعدّ من أعظم لحظات الحاضر،حدثٌ يجمع بين جلال الماضي وإشراق المستقبل إنه افتتاح المتحف المصري الكبير أضخم متحف أثري في العالم الذي شُيّد على أرض الأهرامات مهد الحضارة الأولى ليقول للعالم بلسان مصر: هنا كانت البداية وهنا يتجدد الخلود.

ليس المتحف المصري الكبير مجرد مبنى يضم آثارًابل هو مشروع وطني وإنساني يجسّد روح مصر وهويتها الممتدة عبر آلاف السنين.كل حجر فيه وكل قطعة أثرية وُضعت بعناية تحكي قصة أمةٍ لم تنكسر يومًا ولم تفقد بوصلة المجد أبدًا.
من تصميمه المعماري الفريد إلى تقنيات العرض والإضاءة التي تبرز عبقرية الفنان المصري القديم،ومن أنظمة الحفظ والأمن الرقمي الحديثة إلى الإدارة الذكية التي تواكب أرقى المعايير العالمية.جاء المتحف المصري الكبير ليؤكد أن مصر لا تحفظ ماضيها فحسب بل تقدمه للعالم بروح المستقبل.
ففي زمنٍ تتسارع فيه التكنولوجيا اختارت مصر أن تسير بخطى واثقة نحو التطور لا بتقليدٍ أعمى بل بفكرٍ يحترم الجذور ويصنع منها أجنحةً للمستقبل.وهنا تتجلى عظمة مصر: بلدٌ يحفظ ذاكرته بوعي ويكتب غده بعزيمة.
ليس هذا الافتتاح مجرد احتفال أثري بل هو إعلان عن ولادة مرحلة جديدة من الوعي الوطني والحضاري مرحلة تقول إن الذي بنى أول حضارةٍ على وجه الأرض، لا يزال قادرًا على صناعة الدهشة.
وفي الوقت الذي تتغير فيه موازين القوى في العالم تثبت مصر أن الهوية الحقيقية لا تُقاس بالقوة المادية بل بالعراقة والقدرة على النهوض من جديد مهما تبدلت الأزمنة.
المتحف المصري الكبير هو أكثر من صرح معماري إنه ترجمة حية لمعنى “تحيا مصر” ليس شعارًا يُقال بل واقعًا يُبنى بالحجر والعقل والإرادة.
وفي يوم افتتاحه لن تفتح مصر أبواب متحفٍ فحسب بل ستفتح نافذةً يرى منها العالم وجه الحضارة كما يجب أن يُرى: مشرقا، شامخًا، خالدًا،يحمل على جدرانه توقيع أمةٍ عرفت طريقها منذ فجر التاريخ وما زالت تمضي عليه بثقة نحو المستقبل. تحيا مصر بتاريخها المجيد وتحيا بمستقبلٍ يليق بعظمتها .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.