يشهد الشعب المصري في هذه الأيام لحظة فخر واعتزاز لا مثيل لها مع الافتتاح التاريخي للمتحف المصري الكبير، ذلك الصرح الحضاري العملاق الذي يُعد واحدًا من أعظم المشاريع الثقافية في تاريخ مصر الحديث، وأكبر متحف أثري في العالم مخصص لحضارة واحدة. إنه ليس مجرد متحف، بل شهادة خالدة على عظمة المصريين وقدرتهم على صُنع المعجزات حين تتوحد الإرادة والعزيمة من أجل الوطن.
لقد أبهر المتحف المصري الكبير أنظار العالم بتصميمه الفريد وطريقة عرضه المبتكرة للآثار المصرية القديمة، التي تعكس روعة الحضارة المصرية وعبقرية الإنسان المصري منذ آلاف السنين. ويأتي هذا الإنجاز العظيم تتويجًا لجهود الدولة المصرية بقيادة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي يضع على رأس أولوياته الحفاظ على الهوية الوطنية وتعزيز مكانة مصر على خريطة الحضارة الإنسانية.
وتجلت في هذه المناسبة العظيمة معادن الشعب المصري الأصيل، من خلال فرحة البسطاء والعمال الذين ساهموا بعرقهم وجهدهم في بناء هذا الصرح العملاق، رغم التحديات اليومية وظروف الحياة الصعبة. هؤلاء هم النموذج الحقيقي للإخلاص والانتماء، وهم الذين يجسدون روح مصر الحقيقية، التي لا تنكسر ولا تعرف المستحيل
وفي الوقت الذي يحتفل فيه المصريون بهذا الإنجاز التاريخي، فإن أصوات المواطنين ترفع رسالة صادقة إلى الحكومة المصرية بضرورة تقدير صبر الشعب وتحمله في سبيل بناء الوطن، والعمل على ترجمة هذا الصبر إلى قرارات واقعية تمس حياة المواطن البسيط وتخفف من أعبائه المعيشية. فالمواطن المصري يستحق أن يجني ثمار التنمية التي يراها في المشروعات القومية الكبرى على أرض الواقع في تحسين حياته اليومية.
وفي هذا السياق، لابد من الإشارة إلى أن بعض أعضاء مجلسي النواب والشيوخ يؤدون دورًا شرفيًا لا يرقى إلى مستوى تطلعات المواطنين ولا يعبّر عن نبض الشارع المصري، في حين أن المرحلة الحالية تتطلب من جميع ممثلي الشعب العمل بصدق وجدية على نقل هموم المواطنين ومتابعة قضاياهم الحقيقية، بما يعزز الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة.
إن حب المصريين لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي هو الدافع الأكبر الذي يجعلهم يتحملون الصعاب ويواصلون العطاء، إيمانًا بأن بناء الدولة يحتاج إلى الصبر والعمل المشترك بين القيادة والشعب. ومن هذا المنطلق، يأمل المواطنون أن تواصل الحكومة جهودها لتعزيز سبل الراحة والحياة الكريمة لكل المصريين، حتى يشعر الجميع بثمار التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية.
تحية تقدير واعتزاز لفخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، والقيادة السياسية الحكيمة، على ما يبذلونه من جهود وطنية خالصة لبناء مصر الحديثة، مصر التي تليق بتاريخها العريق ومستقبلها الواعد.