د.محمد علي المليجي يكتب | السلام فريضة

0

السلام فريضة إنسانية كبرى، وغاية إنسانية تنشدها الأمم والشعوب، ومصر هي مهد السلام التي قال فيها ربنا تعالى: «ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ»وفي عهد السيد الرئيس السيسي كان السلام هو شعار المرحلة، وبحكمته وتأييد ربنا جلَّ في علاه، عُصِمت مصرنا الحبيبة من الدخول في أيّ معارك خارجية، وكانت من كلماته الدائمة: «مصر لن تعتدي على حقوق الآخرين».وهذا هو لُبُّ السلام: أن يأمن جارك، وهذا ما أمر به سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في قوله:
> «لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه»؛ [أخرجه مسلم].

بل كان وطن السلام هو رقم المعادلة في قضية الأمة في عصرنا الحالي، إذ وقف حجرَ عثرة أمام تهجير أهلنا في فلسطين، وحمل وطن السلام همَّ القضية على عاتقه، واحتضن قمة السلام في شرم الشيخ، وكان الضامن مع أشقائه الوسطاء لوقف إطلاق النار وتنفيذ بنود خطة الرئيس الأمريكي.بل وأكثر من ذلك، وبالفطنة والحكمة، وعى وطن السلام أنه لا يمكن أن يكون للأشقاء سلامٌ في الخارج دون سلامٍ في الداخل، فعمد وطن السلام إلى جمع الفصائل الفلسطينية المتناحرة بعد ثمانية عشر عامًا، لتوحيد الصف والجمع على كلمة سواء، للقدرة على تحقيق السلام في الخارج.
وفي هذا الصدد، جاءت احتفالية «وطن السلام» التي نظّمتها مصر لتجسّد هذه الرسالة العريقة؛ رسالةَ دولةٍ ترى أن السلام ليس شعارًا يُرفع، بل عملٌ متواصل وجهدٌ مخلص لحماية الإنسان وإعلاء القيم الإنسانية. فقد وجّهت مصر من خلالها رسالةً إلى العالم بأنّ السلام هو خيار الشعوب التي تؤمن بالحياة، وأنّ القوة الحقيقية تكمن في الحكمة والعدل، لا في السلاح والدمار.
إنّ السلام ليس ضعفًا ولا استسلامًا، بل هو قوةُ الإرادة في مواجهة الحقد، وحكمةُ العدل في حماية الإنسان. ومن هنا كان واجبًا على كل فرد أن يكون داعيةَ سلامٍ في بيته ومجتمعه ووطنه، وأن يسير على نهج مصر التي جعلت من السلام مبدأً، ومن الإنسانية فريضة.
فالسلام هو طريقُ الله إلى عباده، ووعدُ أنبيائه، وأملُ البشرية في غدٍ أفضل. وهو الأمل الذي تحمله مصر للعالم كله… وطنُ السلام، وصوتُ العدالة، وراعيةُ الإنسانية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.