محمد التوابتي يكتب | مؤتمر المناخ القادم.. محطة لإنقاذ الكوكب

0

يُعد مؤتمر الأطراف الثلاثين لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP30)، الذي تستضيفه مدينة بيليم البرازيلية في نوفمبر 2025، من أهم الأحداث البيئية العالمية في هذا العقد، إذ يأتي في لحظة فارقة تتزايد فيها الكوارث المناخية، وتتصاعد الدعوات الدولية لاتخاذ إجراءات عاجلة لحماية كوكب الأرض من مخاطر الاحتباس الحراري.
يُقام المؤتمر في قلب غابات الأمازون، أكبر غابة مطيرة في العالم، ما يمنحه رمزية خاصة باعتبارها “رئة الكوكب” ومصدرًا رئيسيًا للتوازن البيئي العالمي. ومن المتوقع أن يشارك في المؤتمر قادة أكثر من 190 دولة، إلى جانب ممثلي المنظمات الدولية والقطاع الخاص والمجتمع المدني، في محاولة لتوحيد الجهود نحو مستقبل أكثر استدامة وعدلاً مناخياً.
يركز COP30 على تقييم ما تحقق من التزامات الدول منذ اتفاق باريس للمناخ، خصوصاً ما يتعلق بالحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية. كما يناقش المؤتمر سبل تمويل العمل المناخي، ودعم الدول النامية في مجالات التكيف مع آثار التغير المناخي والتحول العادل إلى الطاقة النظيفة.
وتعد قضية التمويل المناخي أحد أبرز التحديات المطروحة، إذ ما زالت العديد من الدول النامية تعاني من نقص الدعم المالي والتقني اللازم لتنفيذ خططها البيئية. ومن المنتظر أن يسعى المؤتمر إلى تعزيز “صندوق الخسائر والأضرار” الذي أُقر في مؤتمر COP28 بدبي، بهدف مساعدة الدول الأكثر تضرراً من الكوارث المناخية.
كما يشهد المؤتمر اهتماماً متزايداً بملف الحفاظ على الغابات والتنوع البيولوجي، خاصة أن تدهور الغابات الاستوائية يشكل خطراً مباشراً على المناخ العالمي. ومن المقرر أن تطلق البرازيل خلال المؤتمر مبادرة دولية جديدة لحماية الأمازون ومناطق الشعوب الأصلية.
في النهاية، يمثل مؤتمر COP30 فرصة حقيقية للعالم لتجديد التزامه بالعمل الجماعي لمواجهة التحديات المناخية. فإما أن يكون المؤتمر نقطة تحول نحو مستقبل أخضر ومستدام، أو محطة أخرى من الوعود غير المنجزة. ويبقى الأمل معقوداً على أن تُترجم الكلمات هذه المرة إلى أفعال ملموسة تحفظ للأجيال القادمة حقها في العيش على كوكب آمن وصحي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.