نهلة سعيد تكتب | الأسرة ودعم الأمن القومي

0

تلعب
الأسرة دورًا محوريًا في دعم الحياة السياسية في مصر عبر تنمية الوعي الوطني لدى
الأجيال، وتعزيز الانتماء والولاء للوطن وتشجيع المشاركة المدنية الواعية، وذلك من
خلال غرس القيم الديمقراطية والأخلاقية، وتعليم الأبناء حقوقهم وواجباتهم
كمواطنين، وتوفير بيئة داعمة لتعزيز ممارسات المواطنة الفاعلة في المجتمع فالأمن
القومي هو: “قدرة الدولة ليس فقط على
حماية الوطن من التهديدات التي تواجهه، وإنما يتصل كذلك بقدرة الدولة على حماية
مواطنيها، وتحسين كل من نوعية الحياة وجودتها ومستواهاالأمن
القومى، يتضمن: سلامة أراضي الدولة، ووجود سلام وانسجام اجتماعي بين الطوائف
والعرقيات في الدولة، ووجود قوة عسكرية رادعة لدى الدولة،وللأمن القومى أبعاد سياسية وعسكرية واقتصادية واجتماعيه
وقيمية وبيئية

      أولاً: البعد السياسي تعرف الدولة على أنها
كيان يتكون من ثلاثة جوانب؛أرض وشعب وحكومه  ومن هنا، فإن البعد السياسي للأمن القومي يسعى
إلى حماية النظام السياسي في الدولة وحماية الأمن والنظام العام وأجهزة الدولة
التي تساهم في عملية الربط بين المواطن والدولة،

أما البعد
الإقتصادى: يتمثل في حماية موارد الدولة واقتصادها وتطويره من أجل توفير متطلبات
المعيشة للمواطنين، ويعد البعد الاقتصادي للأمن القومي ذو أهمية كبيرة، وذلك
لارتباطه بتوفير احتياجات الدولة الاقتصادية، أو بقدرتها تجاه الدول الأخرى. وقد
تتمثل هذه الإمكانيات فيما تملكه الدولة من رؤوس أموال، أو خبرة، أو منتجات مصنعة،
أو مواد أولية، أو أسواق لشراء المعروض من المنتجات وتسيير التجارة ورؤوس الأموال،
وبالتالي تسعى الدولة لزيادة قدرتها الصناعية، كما تعمل على توفير المواد الخام،
أو المواد الغذائية اللازمة، ورفع كفاءة العاملين في المجالات الصناعية،يتمثل في
حماية الدولة من الاعتداء الخارجي عليها، ويركز على حماية استقلال الدولة وسلامة
أراضيها ضد أي عدوان قد يقع عليها ويركز هذا البعد على دور ومهام القوات المسلحة
للدولة في حمايتها ضد أي تهديد مسلح خارجي يهدد حدودها وسلامة أراضيها

ويتمثل البعد الاجتماعي في
توفير الأمن والرفاهية ومستوى جيد من الحياة للمواطنين من أجل زيادة الشعور
بالانتماء والولاء للدولة، ويهدف ذلك الجانب إلى تحقيق العدالة الاجتماعية بين
المواطنين من خلال التوزيع المتساوي للفرص بين الأفراد، والتوزيع العادل للدخل
بالشكل الذي يضمن الرفاهية للجميع وتقديم الخدمات التعليمية والصحية للجميع

ويعرف البعد القيمى في الحفاظ
على ثقافة الدولة وهويتها الوطنية، وحماية معتقداتها وعاداتها وتقاليدها. ولقد
ظهرت أهمية هذا البعد حديثاً بالتوازي مع التطور في وسائل الاتصالات والمواصلات
المرتبطة بظاهرة العولمة التي ساهمت في جعل العالم قرية صغيرة، يتواصل أفردها
بوسائل شتى. ومع ظهور تلك الثورة في وسائل الاتصال ظهرت أنماط جديدة للحروب
والصراعات، لا تعتمد في أدواتها على الافراد والأسلحة، بل على شاشات الكمبيوتر
والتلفاز التي يمكن من خلالها غزو مجتمع ما ثقافياً، وذلك عبر اجتذابه إلى أنماط
حياة مغايرة ومناهج تفكير مختلفة.  ومن هنا، أضحى الاهتمام بحماية العادات
والتقاليد المجتمعية التي يتعايش معها المجتمع وتحافظ له على كينونته واستمراريته
جزءًا لا يتجزأ من الأمن القومي لأي دولة.

يتمثل البعد البيئى  في التعامل مع المخاطر البيئية التي قد تهدد
الدولة، مثل: مشاكل التصحر والجفاف وحرائق الغابات أو غيرها من الكوارث الطبيعية،
التي يجب على الدولة أن تعد لها العدة بحيث تسيطر عليها، وتقلل من مخاطرها
وتأثيرها على البشر المحيطين بها. وفي نفس الوقت يتضمن ذلك التخطيط مع الدول
الأخرى من أجل مناقشة القضايا البيئية العالمية كما في قمة يوم الأرض، نظراً لأن
العديد من المشاكل البيئية تشترك فيها دول العالم سواء بالسبب او بتحمل الآثار

أما عن دور الأسره فى دعم الأمن القومى فيتمثل فى تعزيز الهوية الوطنية حيث تعتبر
الأسرة وعاءً للقيم والثقافة، حيث يتعلم الأفراد الولاء للوطن وغرس الشعور
بالانتماء للمجتمع منذ الصغر.كما
أن للأسرة دور فى غرس القيم الأخلاقية تساهم الأسرة في تنشئة الأبناء على قيم المواطنة
الصالحة، وتعليمهم احترام الآخرين وحقوقهم

وللأسرة دور فى بناء الوعي
القومي: حيث
تعمل
الأسرة على بناء الوعي القومي لدى الأفراد، مما يعزز لديهم مسؤوليتهم تجاه وطنهم
ومجتمعهم . كذلك للأسرة دور فى
تنمية
المهارات السياسية: حيث
تساعد
الأسرة في تنمية مهارات الأبناء على ممارسة دورهم بفاعلية في المجتمع، مثل حق
التصويت والمشاركة الانتخابية

كذلك للأسرة دور فى تشجيع
التماسك الأسري:حيث  يعد التماسك الأسري والبيئة
الداعمة والآمنة داخل الأسرة أساسًا لزيادة المشاركة المجتمعية والوطنية .كما أن للأسرة دور فى توجيه أفرادها نحو المشاركة الإيجابية: حيث تسعى
الأسرة لتوجيه أفرادها نحو تحقيق الاستقرار الاجتماعي والمساهمة الإيجابية في بناء
الوطن، وذلك من خلال تعزيز التواصل المفتوح داخل الأسرة

وختاماً إذا توقفنا عن التنمية سنكون بذلك نخالف الواقع الموجود حولنا

.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.