أحمد الضبع يكتب | “ميتا” تتحدي مارك

0

 

اتهامات كثيرة طالت مارك زوكربيرج حول محاولته تغيير الصورة الذهنية الشريرة التي ارتبطت مؤخرًا باسم عملاق التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، عقب الفضائح التي فجرتها صحيفة “وول ستريت جورنال” عن تجاهل المسئولون التنفيذيون في الشركة عمدا عواقب الحياة والموت لمنتجاتهم وقراراتهم.

اتهم معظم الكتاب العالميين مارك بإعلانه عن حيلة جديدة ومبتكرة لتشتيت الانتباه حول كارثة التسريبات المعروفة إعلاميا بـ “أوراق فيس بوك”، التي تظهر أن الشركة تدرك تمامًا أنها تهين الديمقراطية، وتشجع على العنصرية، وتتغاضي عن نشر محتوي يثير التطهير العرقي في ميانمار، وإثارة وتضخيم القومية البيضاء في الولايات المتحدة، مقابل زيادة الأرباح. ويعتقد بعضهم أن تغيير مارك زوكربيرج اسم “فيس بوك” إلى ميتا Meta جاء كمحاولة لغسل سمعة الشركة وإعطائها لقبًا جديدًا لإخراج رائحة الشر المنتشرة.

يأتي إعلان “فيس بوك” تغيير اسم الشركة الأم إلى ميتا Meta مصاحبًا لفكرة التركيز على الواقع الافتراضي ميتافيرس Metaverse، حيث ظهر مارك في فيديو ترويجي بمكان يطل علي البحر، ويشير إلي أنه سيتيح للمستخدمين مساحة منزلية للتنقل بين الأماكن والأزمان، ومشاهدة المباريات، وقضاء وقتًا لطيفًا مع شريك الحياة دون تكبد أي عناء.

انتقادات واسعة طالت مارك زوكربيرج بعد ارتدائه قميصًا أسودًا وسرولًا جينز، في الفيديو الترويجي للانضمام إلى بعض الأصدقاء في الواقع الافتراضي، رغم إمكانية ارتداء أي شيء في الخيال البشري، وعللت تلك الانتقادات بأن مارك يريد تعزيز صورته الرمزية في عالم افتراضي يكون هو بطله، بعدما ساهم بشكل كبير في نشر العنف والكراهية عبر تطبيقاته غير الاجتماعية.

لكن فكرة مارك زوكربيرج لم تمر بسلام، فقد أعلنت شركة تدعي Meta PCs مقرها أريزونا في الولايات المتحدة الأمريكية تعمل في بيع أجهزة الكمبيوتر اللوحية والمحمولة بالتجزئة، امتلاكها للعلامة التجارية Meta التي اختارها مارك لشركته الأم. وكشف Zack Shutt أحد مؤسسي Meta PCs لأجهزة الكمبيوتر خلال تصريحات لصحيفة “جارديان” أن الشركة تم تسجيلها في نوفمبر من العام الماضي، ولم يكن فريقهم علي دراية بخطط فيس بوك لاستخدام Meta في تغيير علامتها التجارية. كما أكد مالك Meta PCs أنه لن يبيع الاسم بأقل من 20 مليون دولار إذا حاول الرئيس التنفيذي لشركة فيس بوك مارك زوكربيرج الحصول علي الاسم، لتبدأ لعبة شد الحبل غير المتكافئة، خاصة أن أجهزة الكمبيوتر Meta التي تضم 25 موظفا فقط، ستكون في مواجهة عملاق مثل “فيس بوك”.

لم تكف الشركة الصغيرة عن المشاغبة وإحراج فيس بوك فقد نشرت مقطع فيديو عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” يُصدر إعلًانا ساخرًا مشابهًا لإعلان مارك زوكربيرج بعد الاسم الجديد، ويظهر فيه مالك الشركة وهو يقول: “لكي نعكس من نحن وما نأمل في بنائه، أنا فخور بأن أعلن أننا أصبحنا الآن فيس بوك”، وفي تغريده أخري قاموا بتصوير زوكربيرج بالفوتوشوب حاملًا منتجهم.

تنضم هذه الفضيحة التي لحقت بالعلامة التجارية الجديدة إلى قائمة طويلة من الفضائح ارتبطت باسم “فيس بوك” عن “التهرب الضريبي وانتهاك حقوق النشر وصولا إلي صدمة موظفيها من السماح بنشر محتوي ينكر عمليات الإبادة الجماعية المختلفة” وفقا لصحيفة الجارديان.

غالبا ما تُعيد الشركات تسمية نفسها بعد تعرضها لفضيحة كبري، فقد غيرت شركة الأمن الخاصة الأمريكية بلاك ووتر اسمها مرتين في محاولة لتنأى بنفسها عن قتل المدنيين العراقيين، ويبدو أن فيس بوك يريد شريحة من تلك الكعكة لكن شركة الكمبيوتر الصغيرة لم تتركه ليهنأ بها وتواصل شن حربا عبر مزاحمة “تويتر”.

 

* أحمد الضبع، محرر في قناة صدي البلد

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.