حسام الدين محمود يكتب | مصر والجزائر.. تاريخ من الدعم المشترك

0 778

لعل اختيار الرئيس عبد الفتاح السيسى للجزائر كأول بلد عربى يزوره بعد توليه الحكم كانت رسالة قوية تؤكد الاواصر التاريخية والارث التاريخي من الدعم والمساندة المتبادلة القائمة بين البلدين، والتي أكدتها كلمات الرئيسين “السيسى” و”بوتفليقة” خلال الزيارة التي عكست مزيد من التعاون بين البلدين في كل المجالات في المستقبل، وتأتي الآن زيارة الرئيس عبد المجيد تبون لمصر تأكيدًا على هذه العلاقات الثنائية القوية والمساحة الكبيرة من المصالح المشتركة، على كل الأصعدة السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية وأيضًا الثقافية.
هذه الروابط القوية بين مصر والجزائر تسمح لهما الآن بإقامة علاقة متينة تساعد على إعادة التماسك لمنطقة المغرب العربي، وتساعد في الوقت نفسه على إعادة صياغة العلاقات العربية الأفريقية وفق أسس جديدة أكثر متانة ورسوخًا لا سيما أيضًا حاجة الدولتين إلى حاجة الدولتين معًا إلى تعاون وثيق يحاصر الإرهاب في منطقة المغرب العربي بصفة عامة.
لعبت مصر دورًا مهمًا لمساعدة شقيقتها الجزائر حتى تنال استقلالها عن الاحتلال الفرنسي، و كانت أداة إعلامية قوية تحكى معاناة الشعب الجزائرى في المحافل الدولية مع الاحتلال، سنوات طويلة شهدت فيها العلاقات المصرية الجزائرية تاريخا طويلا من البطولات والملاحم الوطنية العربية المشتركة، كانت مصر نعم السند والداعم للجزائر، حيث قامت مصر بتدعيم مشاركة وفد جبهة التحرير الوطني في فعاليات مؤتمر باندونج عام 1955، وقد ساعد هذا الموقف المصري الثورة الجزائرية على تحقيق عدة مكاسب أولها تدويل القضية الجزائرية في المحافل الدولية و التزام المشاركين في المؤتمر بتقديم مساعدات مادية للثورة والتأكيد على شرعية وعدالة المطالب الجزائرية، ولم تقتصر المساندة المصرية للثورة الجزائرية على دعمها دوليا فقط، بل لعبت مصر دورًا مهما للغاية في تعميق العلاقات مع الجزائر من خلال مساندتها ودعمها لها بالسلاح والعتاد وقت الثورة وتزويد الجيش الجزائرى بشحنات من البنادق والذخائر، هذا بالإضافة إلى استضافة المناضلين الجزائريين في القاهرة.
على الجانب الآخر كانت الجزائر أيضا داعمه فى كل موقف احتاجت فيه مصر لها، حيث الموقف الجزائرى المشرف والتاريخى مع مصر خلال حرب أكتوبر المجيدة حيث تعاقدت الجزائر مع الاتحاد السوفيتي على شراء طائرات وأسلحة لإرسالها إلى مصر، وارسال جنود جزائريين حاربوا جنبا إلى جنب مع الجنود المصريين، فشارك الجيش الجزائري على الجبهة المصرية بفرق من المشاة وتزويد الجيش المصري ببعض الأسلحة ومعدات الحرب.
تنعم البلدين اليوم بعلاقات متميزة ترشح العمل العربي المشترك وتوحيد الجهود العربية في إطار تحقيق أهداف مشتركة على طاولة القمة العربية القادمة في الجزائر مارس المقبل، ولعل القمة المصرية اليوم بين الرئيس السيسي والرئيس تبون التي سيكون لمصر دورًا كبيرًا فيها لتوحيد الجهود العربية في مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية ودعم مسارات الحل فى ليبيا واعادة العلاقات الدبلوماسية بين الجزائر والمغرب والحفاظ على التوازن في اقليم المغرب العربي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.