د. أحمد سلطان يكتب | المرأة المصرية .. من الكفاح إلى التمكين

0

سنوات تحكى تاريخ عريق، وتروى قصة نضال ١٠٣ عام من الوطنية والكفاح.
المرأة هي الأم والأخت والحبيبة والزوجة، وهي التي يقال عنها دوماً إنها نصف المجتمع الذي يلد ويربي النصف الآخر، فهي منزلة بين الملائكة والرجال، وهي هدية الله للإنسانية، وقلبها النابض، ويعد شهر مارس هو شهر المرأة عن استحقاق وجدارة فيه يوم المرأة العالمي ويوم المرأة المصرية وختامه هو عيد الأم، ١٦ مارس من كل عام تحتفل مصر بعيد المرأة المصري فما الحكاية وإلي أين وصلت المرأة المصرية من مكانة بعد أكثر من مائة عام من الكفاح.
بدأت الحكاية من ثورة ١۹١۹، إذ دعت نور الهدي محمد سلطان شعراوي أو ما تلقب بهدي شعراوي إلي مظاهرة نسائية ضد الاحتلال الإنجليزي في عام ١۹١۹ وسط مشاركة أكثر من ٣٠٠ سيدة مصرية وشهد اليوم سقوط الفتاة الثائرة حميدة جليل شهيدة على يد جنود الاحتلال الإنجليزي والتي لقبت بأول شهيدة مصرية، وأصبح ١٦ مارس يوماً ذات طابع خاص في تاريخ المرأة المصرية وهو اليوم الذي دعت فيه هدي شعراوي عام ١۹٢٣ إلي تأسيس أول اتحاد نسائي في مصر بهدف منحها الحق في التعليم الثانوي والجامعي والدعوة إلي تحقيق مبدأ المساواة الاجتماعية والسياسية للمرأة المصرية، كما سجل التاريخ في فصوله يوم ١٦ مارس من عام ١۹٢٨ باعتباره يوماً مجيداً بعد التحاق فتيات بجامعة القاهرة في سابقة تدعو للفخر وقتها، وكأن الله شاء أن يجعل من اليوم يوماً مميزاً في تاريخها ففي يوم ١٦ مارس من عام ١۹٥٦ حصلت المرأة المصرية على حق الانتخاب والترشح وأيضاً أصبحت عضواً في البرلمان مع إعطاءها الحق في التصويت، ومرت السنوات والمرأة تزداد مكانة في المجتمع المصري إلى أن جاء عام ٢٠١٧ وأعلن الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية بأن العام هو عام المرأة المصرية، وترتفع نسبة تقلد المرأة للمناصب القيادية والتي تشغلها في الجهاز الإداري للدولة إلي أكثر من ٢٨٪، إذ زاد عدد من تقلدن منصب وزيرة في حكومة واحدة إلى ٨ وزيرات، ولا تحتل النساء في مصر منصب الوزيرات فقط، ففي 2018 كما تولت سيدات أيضاً منصب نائبات للمحافظين، فيما يتعلق بالبرلمان والقوانين، تحتل المرأة العديد من الكراسي في مجلسي النواب والشيوخ، وتقلدت مناصب قضائية في المحاكم المختلفة ووصل عدد القاضيات في الدولة المصرية إلى أكثر من ٦٠ قاضية في المحاكم الابتدائية ولأول مرة في تاريخ الدولة المصرية يتم تعيين ٦ سيدات نائبات لرئيس هيئة قضايا الدولة وتعيين أول مساعدة لوزير العدل، وأراد القدر أن يجعل من مارس ٢٠٢٢ شهراً مميزاً في تاريخ المرأة المصرية حيث شهد للمرة الأولي وفى سابقة تاريخية قاضيات في مجلس الدولة منذ تأسيسه في أربعينيات القرن الماضي حيث استقبل مجلس الدولة أكثر من ۹٠ قاضية مصرية.
فى الأخير، أرددها بكل فخر، نساء بلادي بعناد صحرائها وصفاء ونقاء سمائها وبسطوع شمسها وجمال اجوائها هن روح الأمة وأملها في غد أفضل ومصباح الجمهورية الجديدة المنير، فهي وبكل فخر وكبرياء طوال تاريخها العديد من التضحيات من أجل الوطن، وسطر التاريخ المصري نضال سيدات مصر العريق والطويل من أجل الحرية والتمكين ومن أجل الحصول على التعليم والمشاركة السياسية والتعليم دون تمييز.
مازالت المرأة المصرية تحتل أرفع الدرجات وتتقلد أعلى المناصب في الدولة، لتحقق مئات الإنجازات الشخصية والسياسية والعامة، وتمارس دورها الاجتماعي بمهارة وتخدم شعبها وبلدها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.