رائد مقدم يكتب | أزمة بطالة أم أزمة عمالة؟

0 164

وأنا اتأمل سوق العمل في مصر في الفترة الأخيرة لاحظت ظاهره تكاد تكون الوحيدة على مستوى العالم وغير متكررة إلا في وطننا الغالي.
كل دول العالم قد تكون تعاني من أزمة بطالة بسبب عدم وجود فرص عمل كافية لإستيعاب الأجيال المتلاحقة من الشباب والخريجين نظرا لعدم وجود إستثمارات كافية لخلق أسواق جديدة لهم، وخصوصا في تلك الدول التي تعاني من معدل زيادة سكانية كبيرة مثل مصر ما يساعد على إنتشار ظاهرة البطالة.
وعلى الجانب الأخر وفي بعض الدول الصناعية الكبري والدول النامية بقوة قد يكون هناك أزمة عمالة بسبب كثرة الإستثمارات وكثرة المشروعات التي تخلق فرص عمل أكثر من المتاح من الإيدي العاملة الوطنية نتيجة لسياسة تنظيم النسل أو لإنتشار ظاهرة عدم الزواج أو نتيجة للتركيبة الديموجرافية الموجودة في هذا البلد.
أما في وطننا الغالي فنجد ظاهرة فريدة من نوعها وغير متكررة وهي وجود كلتا الأزمتين المتضاربتين معا وفي نفس الوقت.
وعند التأمل والتحليل هناك أكثر من سبب لهذه الظاهرة الفريدة:
أولا.. عدم موضوعية الشباب في طلبهم للحصول على فرصة عمل وهو في بداية مشوار حياته العملية وتطلعه لوظيفة أكبر من إمكانياته وطلبه لمقابل مادي كبير لا يتناسب مع ما يملكه من مهارات ومؤهلات وقدرات وخبرات عملية نظرا لحداثة عهده في سوق العمل ما يقلل من فرصه للحصول على عمل.
ثانيا.. عدم تناسب الأجر أو المقابل المادي من بعض الأعمال والوظائف مع تكاليف الحياة والمعيشة خصوصا في فترة التحولات الاقتصادية الكبيرة في وطننا العزيز في السنوات الأخيرة ما يجعل سوق العمل غير جاذب من بعض الشباب بل وطارد لهم ويجبرهم على التفكير في الهجرةه غير الشرعية أو العمل في أعمال ليس لها مستقبل أو غير قانونية.
ثالثا.. سعي أغلب الشباب لطلب واسطة أو معرفه أو حتى أنه أحيانا يدفع أموالا مقابل الحصول على وظيفة في إحدى المؤسسات التي تعطي مقابل مادي كبير.
ونظرا للفساد المنتشر في أغلب مؤسسات الجهاز الإداري للدولة قد يصل هؤلاء الشباب للوظيفة المرموقة عن طريق تلك الوسائل غير الشرعية ما يصّدر حالة من الإحباط واليأس لباقي الشباب الذين بدورهم يتحولون إلى نفس النهج للحصول على الوظيفة المرموقة.
نصيحتي إلي شباب مصر عدم النظر إلى كل تلك المحبطات والمعوقات والعمل بجد والقبول بالوظائف المتاحة حاليا حتى تستطيع تكوين خيرات وتجارب عملية تمكنك من الوصول إلى أهدافك المستقبلية ويجب تحديد مراحل زمنية للوصول إلى أهداف متعاقبة تصل بعدها إلى هدفك الأساسي والتركيز في المطلوب منك إنجازه في أي وظيفة حتى لو كان بسيط فأصحاب الأعمال دائما يبحثون عن المخلصين والأمناء في تأدية عملهم وترقيتهم والإحتفاظ بهم أما بالنسبة لمؤسسات الدولة فيجب دراسة تلك الظاهرة وتحليلها من أجل تحفيز الشباب للإلتحاق بسوق العمل الذي يشهد طفرة نوعية بسبب نمو الصناعات الوطنية في مقابل الاستيراد نظرا لهبوط العملة المحلية ونظرا للمشروعات القومية الكبيرة التي تنفذها مؤسسات الدولة في مختلف القطاعات. حفظ الله مصر وحفظ شعبها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.