تسير الحكومة المصرية بخطوات ثابتة ومتوازية في العديد من القضايا البيئية لضمان النجاح في تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، والتي كانت مصر واحدة من الدول التي التزمت بتطبيقها، وذلك للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري وبالتبعية السيطرة على التغيرات المناخية، التي باتت قضية دولية.
في 29 يناير2022 , تناول الرئيس عبد الفتاح السيسي استضافة رئاسة مصر للدورة الـ٢٧، لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ، “COP-٢٧” في نوفمبر ۲۰۲۲، وذلك مع الرئيس السنغالي ماكي سال، خلال القمة المصرية السنغالية التي عقدت بالقاهرة، حيث أكد الرئيس السيسي اعتزام مصر أن تكون رئاستها للدورة، معبرة عن تطلعات دول القارة الإفريقية، وأولوياتها ذات الصلة بتغير المناخ لاسيما وأن إفريقيا، تعد إحدى أكثر مناطق العالم، تضررًا من التبعات السلبية للظاهرة.
اعتمدت عددًا من الحكومات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بما فيها الحكومة المصرية خططا طموحة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الذكية أو صديقة البيئة حيث تم ذلك بالتشاور مع أصحاب المصلحة الأساسيين ضماناً لان تصبح تلك التكنولوجيا صديقة للبيئة وجزءا لا يتجزأ من برامج وخطط تحقيق النمو الأخضر المستدام.
بات واضحًا أنه من الضروري علينا جميعا أن نضع قضايا التدهور البيئي وتغير المناخ من ضمن الأولويات مع اتخاذ كافة التدبير والاحتياطات المطلوبة لإجراء تحسين بيئي يتصل بشكل مباشر بتطوير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وانتاجها واستعمالها والتخلص الأمن من مخلفاتها خاصة وأن هذا القطاع أصبح مسئولا عما يقرب من 2-3 % من انبعاثات الاحتباس الحراري على المستوي العالمي.
إن أثر الأنشطة البشرية على البيئة وتغير المناخ يثير قلقا متزايدا لدي الجميع كما يمثل تحسين الأداء في مجال حماية البيئة ومعالجة الاحترار العالمي وتعزيز إدارة الموارد وبناء القدرات ورفع الوعي وتحقيق التنمية المستدامة بشكل عام من بين التحديات العالمية الرئيسية التي يجب التعامل معها والتصدي لها بشكل عاجل وفعال. حيث أثبتت تكنولوجيا المعلومات والاتصالات إن لها دورا جوهريا في المساعدة على التخفيف من وطأة تغير المناخ والتكيف معه.
يتوقف التصدي لتغير المناخ على النمو الاقتصادي الذي يعمل في صف البيئة وليس ضدها. ويمكن لحلول التكنولوجيا الخضراء الابتكارية أن تدلو بدلوها عن طريق السماح لنا بإنجاز الكثير بموارد قليلة – سواء بإنتاج الطاقة البديلة أو ادخار الطاقة أو استخدام معدات أكثر احتراما للبيئة في مجالات النقل والزراعة والغابات.
التحدي المطروح هو تهيئة البيئة للابتكار، مع إتاحة الإسراع في نشر هذه التكنولوجيا الخضراء في كل أنحاء العالم. ويعكف برنامج الويبو للتحديات العالمية مع العديد من أصحاب المصالح على التصدي لهذه التحديات، مع التركيز خاصة على ما يلي:
استضافة منصة الويبو للتكنولوجيا الخضراء (WIPO GREEN) – منصة تضم العديد من أصحاب المصالح وترمي إلى تعزيز الابتكار ونشر التكنولوجيا الخضراء؛
توفير معلومات تقوم على الوقائع وتحليلات موضوعية لقضايا الملكية الوجيهة لتيسير الحوار السياسي الدولي؛ الإسهام في مد الأمم المتحدة وسائر منتديات السياسة العامة التي تناقش فيها العلاقة بين الملكية الفكرية وتغير المناخ بالخبرة في مجال الملكية الفكرية.
منصة الويبو للتكنولوجيا الخضراء (WIPO GREEN) عبارة عن سوق جذاب يعزز الابتكار ونقل التكنولوجيا الخضراء عن طريق الربط بين التكنولوجيا ومقدمي الخدمات من ناحية والساعين لإيجاد حلول مبتكرة من ناحية أخرى. وتدعم المنصة الجهود العالمية المبذولة للتصدي لتغير المناخ من خلال المهارات والتكنولوجيا المتاحة عبر شبكتها وقاعدة بياناتها المتاحة على الإنترنت.