محمد صقر يكتب | التواصل الاجتماعي

0

تعددت وتنوعت برامج التواصل الاجتماعي ومع هذا التعدد والتنوع ازداد تفاعل أفراد المجتمع مع هذه البرامج ومع مايطرح فيها، فلا يكاد أن يوجد فرداً صغيراً كان أم كبيراً لايعرف أحد هذه البرامج أو كلاها،ويهتم ويتفاعل مع ماتبثه هذه البرامج.
برامج التواصل الاجتماعي تعرف بإنها :أدوات إتصال تعتمد على شبكة الإنترنت، تتيح للأشخاص التفاعل مع بعضهم البعض، من خلال مشاركة المعلومات، ومن أمثله برامج التواصل الاجتماعي الحديثة ( سناب شات، التيك توك، انستغرام، تويتر، فيس بوك، الواتساب وغيرها ).
فهذه البرامج أثرت في السلوك الاجتماعي سواءً بالإيجاب أو السلب، فبالرغم من إيجابياتها التي تتمثل في تسهيل التواصل مع الآخر في أي زمان ومكان، والإطلاع على كل مايكتب في مختلف العلوم والفنون، معرفة أخبار العالم، معرفة آخِر المستجد في عالم المال والأعمال، إلا أن لها سلبيات عكرت على الفرد والأسرة والمجتمع صفو الحياة.
بوسائل التواصل الاجتماعي سلبيات على المستوى النفسي للفرد وكذلك على المستوى الاجتماعي، فمكوث المستخدم لهذه الأجهزه والبرامج ساعات طويله عليها خَلق نوع من العزله والإنطواء والإكتفاء بالعالم الإفتراضي دون العالم الحقيقي الواقعي، مما يؤدي للتباعد بينه وبين أُسرته ويصبح منعزل عن عالمه الواقعي مرتبط بعالمة الإفتراضي، مما يفقدة الإستقرار الأُسري ووجوده بجانب أُسرته ومعرفة أخبارهم،ومشاركتهم إهتماماتهم وأفكارهم ولحظاتهم، هذا البعد والعزلة خلق فجوة وتصدع وشرخ في كيان الأسرة وبين أبنائها، كما أن لهذه الوسائل تأثيرات على العلاقات العاطفيه والأسرية، وذلك نتيجة لعدم تقربهم من بعضهم البعض، ومقارنه حياتهم بحياة من يشهدونهم على هذه الوسائل من مشاهير والمؤثرين وغيرهم التي يتعمدون أن يظهروا منها حياة الترف والثراء وإظهار الجانب الإيجابي والمثالي من حياتهم، مما يجعل الشخص المتابع لهم يشعر بعدم الرضا والسخط على حياته التي يعيشها وهذا ينعكس بالتالي على طاقته التي من المفترض ان تكون محفزة للتقدم وعمل كل مايعود على الفرد بالخير والصلاح له ولاسرته ومجتمعة ووطنه بشكل عام.
كما أن لوسائل التواصل الاجتماعي تأثير على العلاقات الزوجية، فالحوار بين الزوجين أصبح غائباً ، فكلاً أصبح له عالمة الذي يتابعه من خلال هذه الوسائل وربما علاقاته التي تؤثر بشكل او بآخر على العلاقة بين الزوجين ،وهذا أمر خطير يظهر تأثيره جلياً على الحياة الزوجية مما يجعل بين الزوجين جمود في المشاعر وبينهما جفاظ وعدم شعور بالآخر ، فيهمل كلاهما الآخر حتى يحدث بينهما الطلاق العاطفي وهو حالة غياب المشاعر والعواطف من الحياة الزوجية ، فيعيشان في مكان واحد وتحت سقف واحد وكأنهما غريبين عن بعضهما وهما مضطران إلى ذلك، إما حفاظاً على شكل الأسرة أمام المجتمع الذي يستنكر الطلاق الفعلي عادة، أو حفاظاً على الأولاد من الضياع. ولا تقتصر الآثار السلبية للطلاق العاطفي على الزوجين بل إنها تمتد إلى باقي أفراد الأسرة وتنتج إفرازها على المجتمع .
لذا نقول أنه من الأصلح والأنسب أن نستوعب أن وسائل التواصل الاجتماعي في العصر الحالي ليست مجرد أدوات ثانوية، وأن دورها تنامى بشكل كبير ومؤثر، في كل جوانب حياتنا. وفيما يلي بعض الإرشادات للتعامل الفعال مع هذه الوسائل:
تقنين استخدام هذه البرامج التقنية في الأسرة وأن تكون محكومة بمدة زمنية معينة وأوقات محدودة ،وأرشيد استخدامها بحيث لاتؤثر على الأسرة وعلى تواصل أفرادها .
مراقبة النفس أثناء استخدام هذه التقنيات والحرص على استخدامها بشكل إيجابي بما يعود على الفرد بالخير.
الحرص على التواصل بين أفراد الأُسرة بعيداً عن وسائل التواصل والتقرب منهم وقضاء الوقت معهم حتى تتوثق أواصر الأُلفه والمحبة بينهم،
ألا يبالغ الفرد في مقارنة نفسه بأحد، ولا ينفصل عن الواقع ويكتفي بالواقع الإفتراضي، بل عليه أن يكن متيقظاً إلى أن تكون أي مقارنة صحية يجب أن تكون إيجابية، أي أنها تدفعه للأمام، وألا تدفع نفسيته للإكتئاب و الإحباط.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.