محمد عبد الفتاح السروري يكتب | اللغة القبطية واللغة البشتونية

0 620

قديما قالوا (اللغة هى وعاء الفكر ) ..عنما يبغى الإنسان إيصال فكرة او رأى الى الآخرين فنه مقدرته على إيصال هذه الفكرة أو هذا الرأى تتوقف على مهارته فى قولبة رسالته فى قال بلغوى يستطيع من خلالة التواصل مع الخارج عنه ( ساء كان هذا الخارج شخصا يحدثة أو مجتمعا عاما يخاطبة ) ومن المعروف أن الأنسانية على إختلاف حضاراتها وثقافاتها لم تجد أفضل من اللغة كوسيلى لصياغة أفكارها وتسطير خصوصية شأنها ..صحيح أنه كانت هناك وسائل أخرى لتوثيق مفردات الحضارات على إختلاف جغرافية موقع كل منها مثل التوثيق عن طريق الرسوم الجدارية أو المنحوتات الحجرية والجيرية إلا أن اللغة ظلت هى الوعاء الامثل لترجمة الحال وشرح الاحوال وأيضا كانت هى الوسيلة المثلى لصياغة القوانين ووضعها فى بنود ومواد بسهل الرجوع اليها حتى لا يحدث خلاف فى التفسير
ومع مرور الأيام وتقادم الزمان وتوالى السنون والأعوام أصبح للإنسانية رصيدا هاءلا من الثقافة والفكر والتراث والحضارة وكل هذا مصاغ ومحفوظ فى غالبيته فى قالب لغوى – مع وجود الجانب الأخرى مثل المنحوتات وغيرها – وهذا السجل اللغوى بما يشمله من آداب وفنون وشعر وقصة وقوانين وعاءه اللغة فاللغة عى التى حفظته وهى التى جعلت منه مادة مفهومه لأجيال لم تعاصر ما تم تدوينه .. ومن المعروف أيضا ان اللغات التى عرفها الإنسان لاتعد ولاتحصى أو أنها من الكثرة بحيث يتعذر حصرها هذا غير اللغات الميته والمنقرضة وهى ميته ومنقرضة إما بحكم زوال الألسنة التى تتحدث بها أو بحكم فقر إسهام هذه اللغة فى الحضارة الإنسانية بشكل عام
لا أدعى فى هذا المقام أننى عالم متخصص فى أنثروبولوجيا اللغات ولا أقول اننى إحاطه شامله بمجمل الحضارات التى عرفها الإنسان ولكنى أستطيع وبناءا على الشاهد المتاح امامنا من وسائل إتصال حديثة ومن موثقات رقمية حوت الكثير من الثقافات الإنسانية بناء على ذلك أقول ان هناك من اللغت ما يمكن إعتبارها لغات إنسانية حية وهناك لغات أخرى ميته وأن أى محاولة لأعادة إحياء هذه اللغات الميته هو من قبيل العبث والعناد الطفولى المحبب لنفوس ضعاف العقل والعاطفة
اللغات الحية تكاد تكون معروفة وهى حية بحكم حيوية المتحدثين بها و إسهامهم الدؤوب فى الحضارة والثقافة الإنسانية أو بحكم التراث الذى تحمله هذه اللغة فى طياتها والأمثلة معروفة … إن أشد اللغات حيوية فى عصرنا هذا هى اللغة الإنجليزية وهى لغة حية لأسباب معروفة ومفهومة هى لغة أقوى دولة فى العالم وهى لغة الإنترنت الأولى وقبل كل هذا هى لغة دون بها الكثير من روائع الآداب العالمية وغير ذلك وهذا الحال ينطبق أيضا على اللغة الفرنسية والإيطالية والغيرها من اللغات الأوروبية
وتحتل اللغة العربية مكانه جيدة من بين لغات العالم المتحضر وهى إحدى اللغات المعترف بها دوليا كلغة حديث رسمى والمكانه التى تبؤاتها اللغة العربية لم تأتى من فراغ فهى لغة موثق بها أدب وشعر من اعظم واجل ما عرفته الإنسانية هذا غير التاريخ والوثائق التى صيغت بهذه اللغة الجليلة وغنى عن الذكر أنها لغة مقدسة لدى ما يقرب من مليار ونصف مليار من المسلمين حيث أنها لغة العبادة والصلاة لديهم
إن ما دفعنى لكتابة مكتوبى هذا هو تلك الاخبار التى بدات تتواتر عن الأصوات التى تطالب بإحياء اللغة القبطية وبل والبدء بالفعل فى تعليمها للنشء والصغار فى بعض الكنائس وكأن المجتمع فى حاجه لما يزيده تفسخا عما هو عليه؟! أن تقام الصلوات فى الكنائس باللغة القبطية شىء وان يتعلمها الصغار كلغة حديث وتخاطب شىء آخر تماما
اللغة العربية هى لغة المصريين الأولى كل المصريين – مسيحين ومسلمين – واى محاولة لإختراق هذا الجار الثقافى المتين الذى يحفظ الهويه ويصونها يعد من قبيل العمل على تقويض دعائم ثقافة نحن فى أمس الحاجة لتقوية بنيانها والتمترس حولها
إن اللغة القبطية تعد لغة غير معروفة لدى الغالبية العظمى من سكان الكرة الأرضية 0( بما فيهم ملايين المسيحين ) أى أنه لا يمكن إعتبار اللغة القبطية لغة معتمدة ورسميه للمسيحية كما يحاول البعض إيهام البسطاء منهم بذلك
اللغة القبطية كانت إحدى أطوار مراحل التطور اللغوى الذى مرت به مصر هذا امر لاينكره أحد ولكن أن يحاول البعض إحياء هذه اللغة مرة أخرى فهذا -لعمرى – أمر عجاب ؟!! ولنا أن نتخيل مقار المعرفة التى من الممكن ان يتحصل عليها إنسان يجيد الإنجليزية أو الفرنسية مقارنه بإنسان آخر يتحدث القبطية أو البشتونية وللعلم فإن اللغة البشتونية هى اللغة التى يتحدث بها الإفغان فأى تواصل يرجى مع العالم المتحضر لمن يصرون على الحديث باللغة البشتونية أو الذين يسعون لإحياء القبطية والتى لا يعرفها إلا القلائل ممن يظنون انهم يحافظون هلى هويتهم الدينية بحفاظهم عليها ! وما كثير من الظنون إلا وهما لا وجود له إلا فى خيال اصحابه .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.