مروان هائل عبد المولى يكتب | الدبلوماسية .. فن وعلم

0 139

تسمح الدبلوماسية للدول بتعزيز مصالحها وحل المشاكل دون اللجوء إلى حلول القوة ، كما تساهم في إيجاد خيارات مقبولة ومعقولة للازمات ، فاذا كانت مهمة السياسة الخارجية هي تحديد ما يجب تحقيقه في الشؤون الدولية ، فإن الدبلوماسية مدعو للإجابة على السؤال ، كيف نفعل ذلك؟ وبصورة أدق ، كيف نفعل ذلك بأفضل طريقة ؟ ، فالفن الدبلوماسي هو احتراف يرتقي إلى مستوى الإبداع .
جوهر الدبلوماسية لا يكمن في الحديث الجميل والذكي ، بل في إيجاد أساس مشترك من خلال الاستماع باهتمام وعناية وبعقل منفتح إلى ما يقوله المحاورون وما يسكتون عنه ، فالدبلوماسية هي فن إجبار الآخرين على لعب لعبتك وفقًا لقواعدك.
الفن الدبلوماسي هو القدرة على استخدام كامل ترسانة الفرص التي تراكمت بالفعل عن طريق الدبلوماسية و في الوقت نفسه القدرة على إيجاد حلول مبتكرة وفتح آفاق جديدة في كل من الدبلوماسية والسياسة الخارجية.
هل من الممكن تعلم فن الدبلوماسية وإتقانه ؟ الجواب هو: بالطبع نعم و أي شخص يستعد للعمل في المسار الدبلوماسي أي الانخراط في السياسة الخارجية أو النشاط فيها ، يجب عليه أن يبدأ هذه العملية ، التي سوف تستمر طوال حياته المهنية، إذ من الضروري دراسة كل ما تراكم وما زال يتراكم في السياسية الدولية و في الممارسة الدبلوماسية و التبصر في جوهرهما ، فأساس النجاح في فن الدبلوماسية هو مزيج من المعرفة والخبرة والموهبة والتطلعات العالية الدائمة .
في الدبلوماسية من يملك المعلومات هو من يتحكم بالمواقف ، فجمع المعلومات والاستنتاجات منها في حد ذاته هو جزء لا يتجزأ من الفن الدبلوماسي ، اما المهام الرئيسية للدبلوماسية بمرور الوقت لا تتغير ، بينما الدبلوماسيون كقاعدة عامة يتصرفون ضمن حدود معينة والاستقلالية والغضب والارتجال نادر ، وهم أول من يواجه المشاكل والصراعات المحتملة ، مما يعني أنهم أول من يدافع عن مصالح الوطن الأم والشعب.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.