نيفين إسكندر تكتب | أصحاب ولا أعز.. جدل الحريات الفردية

0 840

من المهم أن نمارس حريتنا، ولكن من المهم أيضًا عندما ندعو إلى الحرية ألا تكون هذه الدعوة سالبة لحريات الآخرين. شغلتني هذه الفكرة كثيرًا عندما بدأ الصدام الطبيعي بيني وبين بعض العادات المجتمعية البسيطة مثل المتوقع عن شكل ملابسي أو اختياراتي التعليمية أو المهنية، وما قررت أنا اختياره والذي أعتقد أنه اختلف تمامًا عن المنتظر.
قد يبدو من البديهي أن الحرية تمنحني حق الاختيار، نعم. ولكن السؤال ما الطريقة المناسبة لممارسة هذه الحريات أو حتى للمطالبة بها؟! كل منا له كامل الحرية في اختيار طرق مطالبته عن حريته وكامل الحق في ممارستها، ولكن كيف لا نجرح حريات الآخرين عندما نفعل ذلك.
دفاعك عن حريتك وقناعاتك لا يصح أن يحمل تقليل من قناعات الآخرين ولا حتى مطالبة بقمع حرياتهم (وإن كانت آرائهم من وجهة نظرك هي تخلف ورجعية)؛ لأن أي ممارسة سالبة للحرية وإن كانت تخدم موقفك في الظاهر فهي في الأصل سالبة لحريتك أنت أيضًا. ما الحل؟!
لم يخطر على ذهني بعد مشاهدة فيلم أصحاب ولا أعز، كنموذج، سوي ساحات حوار عامة ومناظرات مفتوحة، تحمل منصات حوار حقيقية تعرض كل وجهات النظر على المجتمع لا يشوبها أثم أن حاولت كسب تأييده، ولكن هدفها الأساسي طرح الأفكار وخلق حالة حوار حقيقي تنمي الأفراد وتنشأ منهم أدوات تغيير حقيقية وليس مجرد مرددين.
اعتقد بهذه الطريقة تطورت حضارات الأمم، لم تقف أمة أو حضارة عند ممارسات ثابتة طيلة تاريخها، بل تباين المعتقدات هو من جعل تاريخنا زخم وحافل، وصحة المجتمع الحقيقية هي الحوار حول مشكلاته. لسنا بحاجة إلى الوصول للطريق الصحيح، لأنه ليس هناك طريقًا صحيحًا واحدًا، وإنما نحن بحاجة أن نرى بعضنا على طرق مختلفة نحاول بها الوصول للطريق الصحيح.

* نيفين إسكندر، باحثة سياسية وعضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.