أحمد القصاص يكتب | دور المرأة الريفية في الانتاج الزراعي

0

لا شك أن المرأة الريفية تقوم بدور كبير في الانتاج الزراعي وذلك من خلال مساهمتها في العمل الزراعي وإنتاج وتسويق المنتجات الزراعية النباتية منها والحيوانية وادارة الموارد البيئية وصيانتها واتخاذ القرارات الزراعية فضلًا عما تقوم به من ادوار تتعلق برعاية الابناء وادارة المنزل ومعيشة الأفراد فهذه الأدوار المركبة والمعقدة للمرأة والتي تكون غير مرئية بالنسبة للأجهزة الاحصائية للدولة تجعلها بحق لها مكانتها ومكانتها في المجتمع وان كان البعض لايري ذلك فالمرأة شريك اساسي في صنع التنمية فلا يمكن لمجتمع ما ان يوصف بانه متقدم ومتطور بدون النظر إلى المرأة في هذا المجتمع (عبد المقصود،2002، ا2).
لقد أولت الدولة اهتمام كبير بالتنمية بصفه عامه والتنمية الريفية بصفه خاصه وضرورة تفعيل دور المرأة فيها بهدف تطوير الحياة الاجتماعية والاقتصادية للريفيين وتضييق الفجوة بين الريف والحضر في الاهتمامات وتقديم الخدمات للحد من الانفجار السكاني بالمدن نتيجة هجرة الريفيين للحضر للاستمتاع بالخدمات المقدمة وخلافه.
التنمية الريفية المتكاملة يكون المحور الأساسي فيها هي المشاركة البشرية من جانب الرجل والمرأة علي حد سواء وهو ما أكدت علية كثير من الدراسات والبحوث التي تتناول المشاركة التنموية فالمرأة الريفية تمثل نسبة 7 , 50% من مجموع القوي العاملة الزراعية المأجورة وغير المأجورة في مصر وتتقاضي اجر يعادل ثلثي ما يتقاضاه الرجل عن نفس العمل وتبلغ حصة الاناث من الدخل كمكسب أسري بنسبة 2, 8% بينما تبلغ حصة الذكور 8,91% فبالرغم من تعدد الدراسات التي أثبتت أن المرأة تعمل لساعات تطول من الرجل في أغلب الدول إلا أن أغلب أعمالها مازالت بدون أجر في العديد من الأعمال ويكون غير مشمول في الاحصاءات الرسمية فالاهتمام بالمرأة الريفية يأتي من خلال اعطائها الحق في أن تصنع لنفسها مجال حيوي يساعدها علي أن تشق طريقها نحو التقدم والتطور ولا يتأتى ذلك إلا بمحو أميتها فمازال الريف يزخر بالإهمال من جانب التعليم فالتعليم والتدريب يمكنها من مساهمتها بجدية في التخطيط لوضع القرار في مجال التنمية الشاملة فمازال الفقر والتعليم هم أعداء التطور إلى الآن رغم ما مرت به مصر من تغيير، فمازالت هاتان المشكلتان هم أكثر المشكلات الاجتماعية حجمًا.
هناك اهتمام بالمرأة الريفية باعتبارها اكثر الفئات ضعفا وجهلا وفقرا فضلا عن أن اغلب أعمالها غير مرئي لما تواجهه من قيود وعوامل اجتماعية تؤثر علي اوضاعها وتقلل من فرص استفادتها من المنافع الاقتصادية والتقنيات الحديثة والائتمان الزراعي، فمع تزايد عدد الاسر التي تعولها المرأة أصبحت المرأة تتحمل اعباء اكثر مما كانت تتحمله من قبل ذلك، إذ ألقي الرجل بالمسئولية كامله علي عاتق المرأة نتيجة الهجرة بحثا عن الرزق او نتيجة لوفاته أو غير ذلك من أسباب، الأمر الذي أدي إلي زيادة عدد ساعات عملها وتقليل فرص استفادتها من الخدمات المقدمة كالتعليم والصحة والخدمات الارشادية، هذا وتشير بعض الاحصاءات الدولية إلي أن المرأة الريفية تقوم بإنتاج اكثر من 50% علي الاقل من غذاء العالم، وقد تصل هذه النسبة في الدول الافريقية والنامية الي 90% بالإضافة إلى تنوع الأنشطة التي تقوم بها المرأة حيث تشارك بنسبة 50% في اعمال التسميد وتنقية الحشائش والحصاد والتسويق والتخزين ،كما أن بعضهن يقمن بأعمال زراعية أكثر صعوبة كالحرث والري والشتل، حيث أشارت بعض الاحصاءات في مجال الإنتاج الحيواني أن المرأة الريفية تعمل حوالي 70% من عملها في الانتاج الحيواني من رعاية للحيوانات الصغيرة وتصنيع المنتجات الحيوانية والتنظيف وان 85% من الريفيات يقمن بتربية الدواجن وتغذيتها وجمع البيض وتسويقه وتنظيف العشش في مصر إلى أن المرأة الريفية تمثل ما يقرب من 49,9% من جملة العاملين في الزراعة التقليدية، وأن 6% منهن يعملن بالزراعة الآلية مقابل 25% من الرجال المزارعين، ويتضح دور المرأة في التأثير علي اتخاذ القرارات الزراعية في رفض الزوجة الامريكية زراعة الذرة الهجين لأنه لم يحظ بقبولها في صناعة الخبز والفطائر، ايضا رفض الزوجات في مصر زراعته لنفس الاسباب، وايضا رفضهن زراعة القمح المكسيكي لعدم ملائمته لرغباتهن.
جاء في تقرير عن منظمة الأغذية والزراعة أن من أبرز أدوار المرأة في النشاط الزراعي هو مجال إنتاج البيض واللبن وتربية الدواجن بالإضافة إلى ما تقوم به المرأة من أنشطه أخرى لا يقل أهمية عن الدور الأول، فقد ثبت أن للمرأة الريفية دورًا كبيرًا في العديد من عمليات اتخاذ القرارات في مجال الإنتاج الزراعي والاقتصاد المنزلي فهي بذلك تلعب دور فعال في تبني المستحدثات والخبرات المختلفة وتدفع باقي أفراد الأسرة ليسلكو السلوك الحضاري نفسه.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.