أحمد القناوي يكتب: يوميات نائب في شرم الشيخ

0 692

تحت شعار “عدنا معاً” أتي منتدى شباب العالم في نسخته الرابعة بعد توقف عامين ليمثل فرصة جديدة لشباب العالم، كي يتحاور ويتناقش في العديد من القضايا التي تهمهم في شتى المجالات… ولأنها كانت المرة الأولي التي أحضر فيها المنتدى، كان لي العديد من التساؤلات، وربما التخوفات: هل تستطيع مصر استضافة كل هؤلاء الضيوف في ظل تفشى جائحة كورونا؟ هل سيحضر من وٌجهت لهم الدعوة؟ هل ستكون الجلسات وورش العمل مثمرة؟ ماذا عن التنظيم؟ هل ستتم متابعة التوصيات الناتجة عن المنتدى …إلخ.

الحقيقة، عبر ستة أيام من فاعليات المنتدى، تبددت كل المخاوف، وتمت الإجابة على الكثير من الأسئلة التي دارت في ذهني؛ فقد استطاعت مصر من خلال مئات الشباب المصري المتطوع، استضافة أكثر من ثلاثة آلاف ضيف من ١٩٦ دولة، من خلال ٤ جلسات رئيسة و١١ ورشة عمل ومائدة حوار غطت العديد من الموضوعات الساخنة التي تهم قطاعات كبيرة من الشباب، وبالطبع فرضت أزمة جائحة كورونا نفسها على قائمة هذه الموضوعات.

كيف تسهم التكنولوجيا المالية في تقليل آثار الجائحة؟ ماذا بعد الجائحة؟ ما تأثيرات الجائحة على الجيل Z؟ ما هو مستقبل ريادة الأعمال وما هي أهم تحدياته؟ التغيرات المناخية وكيفية مواجهتها في ضوء حصول مصر على شرف تنظيم قمة cop 27؟ الأمن المائي والمسئولية الدولية للحفاظ على حقوق الدول في المياه، وغيرها من الموضوعات الهامة.

قد جاء حفل الختام تتويجا لهذه الفاعليات، وقد حرصت إدارة المنتدى على تنظيمه في مكان مفتوح، ليعكس صورة الأمن الذي عادت لتنعم به شبه جزيرة سيناء بعد سنوات من تهديدات الإرهاب الأسود.

خرجت توصيات المنتدى لتؤكد انحيازات واضحة نحو الشباب ونحو أفريقيا، كما تضمنت التوصيات اهتمامًا بقضايا الفقر والأمن المائي والسلامة الصحية وإعادة الإعمار. كما أن القرارات التي وجه بها السيد الرئيس في كلمته الختامية جاءت تتويجًا لمساعي المنتدى، وأضفت أبعادًا أكثر فاعلية واستدامة لعمله، كما أنها جاءت ردًا مباشرًا على مخاوفي الشخصية من تحول المنتدى لتظاهرة موسمية دون فاعلية أو تأثير، وأخص بالذكر التوجيه بإنشاء منصة حوارية شبابية تفاعلية لعرض الرؤى والأفكار ومتابعتها دوريًا على مدار العالم، فبهذا القرار أصبحت منصة منتدى شباب العالم منصة دائمة على مدار السنة.

في نهاية تجربتي الأولي للمنتدى، أستطيع أن أؤكد أنه برغم صعوبة التحديات، وتنوعها، وجد الشباب منبرًا مهمًا وفعالًا للتعبير عن آرائهم ومخاوفهم وأحلامهم، والأهم، وجدوا فرصة حقيقة لتوصيل كل ذلك لصناع القرار في مصر والعالم.

 

* أحمد القناوي، عضو مجلس الشيوخ عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.