أحمد حشيش يكتب | الأمن الغذائي المصري

0

ﻳﺸﻬﺪ اﻟﻌﺎﻟﻢ الأن ﺛﻮرة ﻫﺎﺋﻠﺔ ﻓﻲ مجال اﻟﺘﻄﻮر اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻲ واﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺮﻗﻤﻴﺔ ﻓﺄﺻﺒﺤﺖ اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﺟﺰء ﻫﺎم ﻻ ﻳﺴﺘﻐﻨﻲ ﻋﻨﻪ اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﺑﺎت ﻣﻌﻪ ﺿﺮورة ان ﻳﻜﻮن ﻫﻨﺎك ﺗﻨﻤﻴﺔ رﻳﻔﻴﺔ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺮﻗﻤﻴﺔ واﺳﺘﺨﺪاﻣﺎﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﻮﻋﻴﺔ والتثقيف بأهمية اﻟﺘﺤﻮل اﻟﺮﻗﻤﻲ اﻟﺮﻳﻔﻲ وأﺛﺮه ﻋﻠﻲ اﻟﻨﻤﻮ اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﻟﻠﻔﺮد واﻟﻤﺠﺘﻤﻊ.
كما ﺗﻠﻌﺐ اﻟﺘﺄﺛﻴﺮات اﻟﻜﺒﺮي ﻟﻠﺘﻘﻨﻴﺎت اﻟﺮﻗﻤﻴﺔ دورآ ﻫﺎم ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻣﺠﺎﻻت اﻟﺤﻴﺎة وﻣﻦ أﻫﻤﻬﺎ اﻟﻤﺠﺎل اﻻﻗﺘﺼﺎدي حيث ﻇﻬﺮت اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻄﺮدﻳﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﻤﻮ اﻻﻗﺘﺼﺎدي واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ ﻓﺌﺎﺗﻪ.
وبما لا يخفي علي أحد، أن اﻟﺮﻗﻌﺔ اﻟﺰراﻋﻴﺔ المصرية تلعب دورا ﻫﺎﻣﺎ ﻓﻲ الاﻗﺘﺼﺎد اﻟﻤﺼﺮي ﺣﻴﺚ ﺗﻌﺘﺒﺮ جمهورية مصر العربية، دوﻟﺔ زراﻋﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻘﺎم اﻷول، ﻟﺬا أﺻﺒﺢ ﻟﺰاﻣﺎ القضاء علي الأمية الرقمية في الريف المصري وبالاخص في فئة الفلاحين والمزارعين وتنمية الوعي الرقمي والتكنولوجي، مما يلقي ﻋﻠﻲ عاتق ﺳﻜﺎن اﻟﺮﻳﻒ وأﺻﺤﺎب اﻷراﺿﻲ اﻟﺰراﻋﻴﺔ واﻟﻤﺰارﻋﻴﻦ ضرورة ﻣﻮاﻛﺒﺔ اﻟﺘﻘﺪم اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻲ واﻟﺘﻮﺳﻊ ﻓﻲ اﺳﺘﺨﺪاﻣﺎت اﻟﺘﺤﻮل اﻟﺮﻗﻤﻲ ﻣﻤﺎ ﻳﻌﻮد ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﺎﻟﻨﻔﻊ اﻗﺘﺼﺎدﻳﺎً واﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎً.
باأضافة الي أن ﺑﻨﺎء اﻟﺮﻳﻒ اﻟﺮﻗﻤﻲ ﻣﻦ ﺧﻼل اﺳﺘﺨﺪام ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟﻀﺨﻤﺔ سوف ﻳﻨﺘﺞ ﻋﻨﻪ ﻗﻮة ﺗﻨﻤﻮﻳﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﻟﺰﻳﺎدة دﺧﻞ أﺻﺤﺎب اﻷراﺿﻲ واﻟﻤﺰارﻋﻴﻦ واﻟﻤﺴﺎﻋﺪة ﻓﻲ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﻣﺴﺎرات ﺟﺪﻳﺪة ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻟﺮﺧﺎء، ﺣﻴﺚ ﺗﺴﺎﻫﻢ ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت واﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟﻀﺨﻤﺔ في اﻟﺘﻐﻴﻴﺮ اﻟﺘﺪرﻳﺠﻲ ﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻹﻧﺘﺎج وﻃﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﺴﻮﻳﻖ وأﺳﻠﻮب اﻟﻌﻤﻞ واﻟﺤﻴﺎة ﺑﺼﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﺮﻳﻔﻴﺔ، ﻛﻤﺎ ﺗﺴﻬﻞ ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت واﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﻟﺮﻗﻤﻴﺔ ﻷﺻﺤﺎب اﻷراﺿﻲ وﻟﻠﻤﺰارﻋﻴﻦ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻲ ﻣﺴﺘﻠﺰﻣﺎﺗﻬﻢ ﻣﺜﻞ ﺷﺮاء ﻣﺴﺘﻠﺰﻣﺎت اﻻﻧﺘﺎج ﻣﻦ ﺑﺬور وأﺳﻤﺪة ومعدات وﺧﻼﻓﻬم واﻟﺘﺴﻮﻳﻖ ﻟﻤﻨﺘﺠﺎﺗﻬﻢ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﺳﺘﺨﺪاﻣﺎت اﻟﺘﻘﻨﻴﺎت اﻟﺮﻗﻤﻴﺔ واﻟﺒﺮاﻣﺞ اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ اﻟﻤﺘﻮﻓﺮة علي اﻷﺟﻬﺰة اﻟﻤﺤﻤﻮﻟﺔ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ مما تؤدي الي تقليل مصروفات الأنتاج لتحقيق أكبر ربح.
لذا أعتقد أنه أصبح من الضروري التوجه الي التخطيط والتصميم لريف رقمي شامل وتحسين البنية التحتية المعلوماتية له واستكشاف نماذج جديدة للاقتصاد الرقمي وتعزيز تطبيق التقنيات الرقمية في المناطق الريفية والزراعية و التوسع في التطبيقات الإلكترونية المتعددة مما تؤدي الي تضييق الفجوة الرقمية بين المناطق الحضارية والريفية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.