أحمد رشاد يكتب | أسوان والتراث النوبي
تُعد أسوان أكثر مدن مصر شاعرية فهي تقع في جنوب مصر وتقع على الضفة الشرقية للنيل عند الشلال الأول للنيل، وهى حلقة اتصال بين مصر والسودان، وبذلك فهي البوابة إلى قلب القارة الأفريقية مما يجعلها مركزًا تجاريًا مهمًا، وهو مكان رائع ستتمتع فيه باكتشاف التاريخ الملحمي لهذه البلدة، حيث توفر مظاهر الحياة اليومية للنوبيين، وتستقطب السياح القادمين على متن المراكب الشراعية عبر نهر النيل لزيارة المدينة الملقبة بـ مملكة الذهب في مصر، لما تمتلكه من كنوز منذ الحضارة النوبية القديمة، بالإضافة إلى اللغة النوبية العريقة التي لا تكتب لكنها تورث فقط، حيث يؤثر الفن النوبي والطبيعة الخلابة في المدينة بأكملها، وفى مدينة أسوان تجد الطابع النوبي الذى يطغى على قرى النوبة الأمر الذى حولها لأشهر المعالم السياحية التي تجذب ملايين السياح من حول العالم للتمتع بهذه الأجواء وزيارة تلك الأماكن الساحرة.
تعد قرية غرب سهيل من أهم المزارات السياحية في أسوان، وتقع فوق سفح رملي غرب نهر النيل، يعود تاريخها إلى مائة عام، عند بناء خزان أسوان القديم، وتمتاز بالطابع النوبي بألوانها الخلابة، ويقوم سكانها بتربية التماسيح داخل المنازل، الأمر الذي يجذب السياح لها.
أما جزيرة فيلة “أجيليكا” فتحتضن معبد وآثار فيلة التي أغرقتها مياه النيل، ولذلك هي من أهم جزر النوبة وقد تم فك معبد فيلة وأعيد تجميعه فوق الجزيرة التي تبعد بمسافة 500 متر من موقع معابد فيلة كما أنه يتم عرض الصوت والضوء في معابد فيلة بجميع اللغات المختلفة.
وهناك كذلك معبد أبو سمبل، وفي هذه المنطقة الأثرية مبانٍ مثيرة للعجب مثل معبد رمسيس الثاني في أبو سمبل، ودار عبادة إيزيس في جزيرة فيلة اللذان أمكن إنقاذهما أثناء بناء سد أسوان بفضل حملة دولية أطلقتها اليونسكو، عام 1960 واستمرت حتى العام 1980.
في أسوان تجد كذلك جزيرة “الفنتين” والتي كانت من أقوى الحصون على حدود مصر الجنوبية وتقع حاليا مقابل فندق “كتراكت”، وكان معبودها الإله “خنوم” وهو على شكل رأس كبش.. وهناك أيضًا مقابر النبلاء، وهي مقابر صخرية تقع على الضفة الغربية لأسوان وهذه المقابر كانت لحكام مدينة أسوان والفنتين وهي منحوتة في الصخر الرملي وترجع إلى العصور القديمة، وللمقابر أهمية تاريخية تضعها في صدارة المقابر بصعيد مصر وقد أوضحت النقوش التي كتبت على جدران هذه المقابر الدور الذي قام به هؤلاء الأمراء في حماية البلاد أو في القيام برحلات داخل أفريقيا.
لا يفوتنا ذكر دير الأنبا سمعان والذي يعود تاريخه إلى القرن السادس الميلادي وهو من أكمل الأديرة القبطية العريقة ويضم بين جنباته كنيسة لازالت رسومها تمثل صورا للسيد المسيح والقديسين.
لأسوان تأثير سياحي إيجابي للغاية، حيث توجد بها كل تلك الأماكن المهمة، والقرى النوبية التي تعتبر من أهم المواقع السياحية التي يأتي إليها السياح من شتى أنحاء العالم.