رضا سليمان يكتب | الكاريزما المصرية والإنجليزي أبو جلابية

0 901

مصر دولة صاحبة تاريخ عظيم وحضارة امتدت عبر آلاف السنين، وها هي شمسها تعود من جديد لتذهل العالم (موكب المومياوات الملكية، افتتاح طريق الكباش، المتحف الكبير. وغيرها من مشروعات إعادة الروح لكثير من المناطق الأثرية المصرية)، ونحن بالطبع لا ننسحب للتفاخر بالماضي لأن الحاضر لا يصل حد التفاخر، على العكس تمامًا لأن حاضرنا، بالتحديد السنوات الأخيرة، تم فيه من مشروعات وإنجازات ما لم يتم في أكثر من نصف قرن مضي.

ها نحن كل يوم نفاجئ بافتتاح مشروعات جديدة، متي تم بدء العمل فيها وكيف تم تنفيذها حتى وصلت إلى المرحلة النهائية؟! لا أحد منا يعلم كيف حدث هذا!! ذلك لأن الأعمال تتم في عشرات المجالات والاتجاهات في نفس التوقيت، ولأن هناك قوي شر تتربص بنا وبمشروعاتنا وتضمر السوء فإن العمل في هدوء حتي تمام المشروع هو أفضل طريقة للتعامل مع قوي الشر هذه، التي تتلقي مع كل مشروع جديد، ومع كل نجاح، ومع كل خطوة للأمام، صفعات متتالية تفقدها توازنها، فلا تجد غير طنطنة كاذبة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مثل بعض الذين ظهروا بعد الحفل العالمي لافتتاح طريق الكباش علي صفحاتهم في محاولة يائسة للنيل من سعادتنا، لكن هيهات، لقد عمت الفرحة وغمرت القلوب، خاصة في اللحظات القليلة التي ظهر فيها المواطن البريطاني “براين فلين” بجلباب فلاحي، وتحدث وهو الفنان التشكيلي المحب للجمال في سعادة عن أنه “يستيقظ مبكرًا ويحب نور الشمس في الأقصر ويفطر جرجير ويشرب لبن الجاموس” ثم يمسك بكوب الشاي وهو يجلس في خفة فوق سور مجاور للحقل مثل فلاح معجون من تراب هذا الوطن ويقول “روح الناس إللي عايشين هنا النهاردة هي نفسها روح الناس اللي كانوا عايشين هنا منذ آلاف السنين، ولهذا السبب اشتريت أرض وبنيت بيت”، هذا الرجل الإنجليزي الذي أتي إلي مصر عام 2006 وسحرته روحها وشخصيتها وجعلته يستقر فيها حتي اليوم يؤكد بمنتهي البساطة أن لمصر سحرها الخاص، أو  ما يمكن أن نطلق عليه “الكاريزما الساحرة”.

الكاريزما في تعريفها المختصر هي “قوة الجاذبية” وبطبيعة الحال يُطلق هذا اللفظ علي الأفراد، لكن سبق أن أطلقه المؤرخ الراحل “جمال حمدان” علي مصر في موسوعته الضخمة الرائعة “شخصية مصر .. عبقرية الزمان والمكان” ولنا أن نتحرر من القيود ونتبع الراحل حمدان ونربط بين شخصية مصر بالمصطلح الذي نحن بصدده وهو “الكاريزما”، فيحق لنا أن نطلقه علي مصر كدولة ونقول “كاريزما مصر”، ونحن إذ وصلنا إلي أن هذا البلد العظيم له شخصيته، له كاريزما خاصة، فيحق لنا أن نتحدث بيقين عن أن وطن بهذا الحجم وذلك الثِقل التاريخي يليق به قائد صاحب كاريزما متفردة في ذاتها، وهذا ما يؤكده السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي كل يوم من خلال مشروعات التنمية والتطوير علي أرض الواقع ومن خلال الصورة المشرفة التي يحافظ علي أن تظهر بها مصر أمام العالم، وأيضًا من خلال إبراز شخصية مصر علي المستوي الدولي (الأفريقي والعربي والعالمي) لتحتل مكانتها التي تستحقها، ففي قمة أزمة كورونا المستفحلة عالميًا كانت مصر تمد يد العون لدول عظمي مثل أمريكا وبريطانيا والصين وإيطاليا، بالإضافة إلي عدد من الدول العربية الشقيقة وهي رسائل تحمل الكثير من المعاني.

لقد مرت على مصر سنة يطلق عليها الجميع “سنة سوداء” حيث أضاع شخصيتها مَن لم يكن يمتلك كاريزما تفي مصر مكانتها حتى إنه كان يتبع أقزاما فيصغر وتصغر من بعده دولة بحجم مصر! لكنها رفضت في إباء وأطلقت صرختها على ألسنة أولادها في ثورة التحم فيها كل الشرفاء لتلفظ ضعاف النفوس المغرضين يوم 3 يوليو 2013 ليكون بداية ميلاد جديد، ثم تفتح ذراعيها في سعادة لتختار من بين أبنائها مَن يليق بها، مَن يمتلك كاريزما تليق بها.

 

* رضا سليمان، كاتب وروائي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.