لا أبالغ حينما أصف قضية تأهيل الشباب وتمكينهم على كل الأصعدة بأنها قضية تتعلق بالأمن القومي للبلاد، فلنا أن نتخيل مستقبل الدولة الوطنية المصرية بعد بضع سنين بلا روافد شبابية تضخ دماء جديدة إلى شرايين الاقتصاد والسياسة والفن والإعلام ولكن هل كل من تحدث عن ضرورة تمكين الشباب كان مؤمن بما ينطق به لسانه؟
إن التاريخ يشهد لمن آمن بالقضية وسعى بكل ما أوتى من إرادة وإمكانيات لتأهيل الشباب وتمكينهم على كل الأصعدة كما شهد على من تاجر بالقضية واستغلها لمصلحة جماعته وعشيرته، شتان بين الفعل والإرادة وبين الشعارات الحنجورية الزائفة، فمازال مشهد ثورة الثلاثين من يونيو وما حمله من عظمة هذا الشعب وأبنائه في كل مؤسسات الدولة حاضرا، تلك اللحظات الحاسمة في عمر الوطن وما حملته من تضحيات خيرة أبنائه حفاظا على الدولة الوطنية المصرية ومقدراتها وهويتها وأمنها القومي ضد عبث الجماعة الإرهابية وحلفائها وامتداداتها في المنطقة هذا المشهد حاضر وبقوة في عمر الوطن، وفى قضية تأهيل الشباب وتمكينهم أيضا شكل لحظات فارقة فقبل ثورة الثلاثين من يونيو انطلقت شعارات زائفة عن تمكين الشباب لم يكن لها أثر على أرض الواقع أما التجربة الحقيقية لتمكين الشباب على كافة الأصعدة فكانت مع الخطوات الأولى لتولى الرئيس عبد الفتاح السيسي لقيادة الدولة الوطنية المصرية فكان عام الشباب وكانت الاستراتيجية الوطنية لتأهيل الشباب للقيادة وكان التمكين على اسس من التأهيل حاضرًا على كل الأصعدة اليوم، وأنا شاهد على ما تم من إنجاز في كل قطاعات الدولة الوطنية أستطيع أن أتحدث على الإنجاز الذى تم في قضية محورية كقضية تمكين الشباب بداية من تدشين السيد الرئيس عام ٢٠١٦ ليكون عام الشباب المصري وصولًا إلى المنتديات الشبابية برعاية السيد الرئيس والتي فتحت منصة اتصال بين الشباب المصري والقيادات السياسية والتنفيذية للدولة المصرية تلك المؤتمرات التي خرجت من رحمها العديد من المبادرات لتأهيل وتمكين الشباب كالبرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب على القيادة والذى ساعد بشكل رئيسي في ضخ كوادر شبابية في كافة مؤسسات الدولة قادرة على صناعة الفارق والارتقاء بمنظومة الأداء الحكومي للدولة الوطنية المصرية كما خرج من رحم تلك المنتديات تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين كمنصة سياسية تجمع تحتها شباب خمس وعشرون حزب سياسي معبرين عن كافة التيارات الفكرية والسياسية بخلاف عشرات الشباب السياسيين المستقلين
يعلي الكيان شعار سياسة بمفهوم جديد، سياسة قادرة على تقبل واحترام كافة الأفكار على أرضية وطنية، سياسة قادرة على الالتحام بالقضايا الوطنية وطرح حلول وافكار وسياسات بديله دون مزايدة، سياسة تليق بالدولة الوطنية المصرية وتاريخها السياسي الممتد عبر عقود، سياسة تبشر بأداء نيابي مختلف بعد ان خاضت غمار الانتخابات واستطاع العشرات من أعضائها في النجاح في المجالس النيابية شيوخًا ونوابًا.
ثم كانت الأكاديمية الوطنية للتأهيل والتدريب حاضرة كمؤسسة علمية أكاديمية قائمة على تأهيل الشباب وتمكينهم وفقا لإطار مؤسسي وعلمي على غرار الأكاديمية الوطنية للتأهيل والتدريب الفرنسي. وبذلك تكون الدولة الوطنية المصرية بإرادة سياسية حقيقية قد سلكت كل الطرق المؤدية لتأهيل الشباب وتمكينهم على كل الاصعدة ووضعت استراتيجية وطنية للتأهيل والتمكين حرصت على تنفيذها فعلًا وليس قولًا.
* أحمد مقلد، عضو مجلس النواب، عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين.